نسود أعلاها وتأبى أصولها ولا خير في فرع إذا فسد الأصل
وكان هشيم يخضب بالسواد فسئل عن قوله تعالى : ( وجاءكم النذير ) ، فقال : الشيب ، فقال السائل : فما تقول فيمن جاءه النذير من ربه فسود وجهه ؟ فترك الخضاب ، وكره مالك حلق وسط الرأس وحده ; لأن أساقفة النصارى يفعلون كذلك ، وكذلك حلق القفا لفعل النصارى .وقال ( ش ) و ( ح ) ، وأحمد : إحفاء الشوارب أفضل ، وحملوا الحديث على ظاهره ، ويرد عليهم قوله عليه السلام : " " ، والجمع بين الأحاديث أولى ، ولأنه العمل المتصل من لم يأخذ من شاربه فليس منا بالمدينة ، وحلاق الصبي قصا وقفا أن يحلق رأسه ، ويبقي مقدمه مفتوحا على وجهه ، ومؤخره مسدولا على قفاه ، وحلاقه قصه بلا قفا أن يحلق وسط رأسه إلى قفاه ، ويبقي مقدمه معقوصا ، وكله يكره ; لأنه من القزع .
وكان أهل الكتاب يسدلون ، والمشركون يفرقون شعرهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم ينزل عليه فيه شيء ، فسدل ناصيته ، ثم [ ص: 283 ] فرق بعد ، وقال : الطحاوي أفضل ; لأن حلق الرأس أبا وائل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد جز شعره ، فقال له : هذا أحسن ، وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما صار إليه أولى ، واتفقوا أن مثلة . جز المرأة شعر رأسها