الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      علي بن محمد بن أبي الفهم ، أبو القاسم التنوخي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      جد القاضي أبي القاسم التنوخي شيخ الخطيب ، ولد بأنطاكية ، وقدم بغداد فتفقه بها على [ ص: 217 ] مذهب أبي حنيفة ، وكان يعرف الكلام على طريقة المعتزلة ، ويعرف النجوم ، ويقول الشعر ، ولي القضاء بالأهواز وغيرها ، وقد سمع الحديث من البغوي وغيره ، وكان فهما ذكيا ، حفظ وهو ابن خمس عشرة سنة قصيدة لدعبل الشاعر في ليلة واحدة ، وهي ستمائة بيت ، وعرضها على أبيه صبيحتها ، فقام إليه وضمه وقبل بين عينيه ، وقال : يا بني ، لا تخبر بهذا أحدا لئلا تصيبك العين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وذكر ابن خلكان أنه كان نديما للوزير المهلبي ، ووفد على سيف الدولة بن حمدان ، فأكرمه وأحسن إليه ، وأورد له من شعره أشياء حسنة ، فمن ذلك قوله في الخمر :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وراح من الشمس مخلوقة بدت لك في قدح من نهار     هواء ولكنه جامد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وماء ولكنه غير جار     كأن المدير له باليمين
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إذا مال للسقي أو باليسار     تدرع ثوبا من الياسمين
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      له فرد كم من الجلنار

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن عبد الخالق ، أبو الفرج البغدادي الفقيه الشافعي ، يعرف بابن سكرة ، سكن مصر وحدث بها ، وسمع منه أبو الفتح بن مسرور ، وذكر أن فيه لينا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 218 ] محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون بن الرشيد هارون ، أبو بكر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولي إمرة مكة في سنة ثمان وستين ومائتين ، وقدم مصر ، فحدث بها عن علي بن عبد العزيز البغوي بموطأ مالك ، وكان ثقة مأمونا . توفي بمصر في ذي الحجة من هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية