الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر ) بفتح الميمين بينهما ساكن ( عن زيد بن أسلم ، عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلوا الزيت وادهنوا به ، فإنه من شجرة مباركة ) وفي الجامع الصغير رواه الترمذي عن عمر ، ورواه أحمد والترمذي والحاكم عن أبي أسيد ، ورواه ابن ماجه ، والحاكم عن أبي هريرة ولفظه : كلوا الزيت وادهنوا به ، فإنه طيب مبارك .

ورواه أبو نعيم في الطب عنه ، وقال : فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام ( قال أبو عيسى ) يعني المصنف ( وعبد الرزاق ) أي من جملة رواة هذا الحديث ، وكان الأولى أن يقول عبد الرزاق بلا واو ، وإن كانت محمولة على الاستئنافية ( كان ) وفي نسخة وكان عبد الرزاق ( يضطرب في هذا الحديث ) أي في إسناده ( فربما ) بيان للمراد بالاضطراب هنا ( أسنده ) أي : أوصله ورفعه كما سبق ( وربما أرسله ) أي فحذف الصحابي كما سيأتي ، وكان حق المؤلف أن يؤخر هذا الكلام إلى إيراد الأسانيد بالتهم ، والله أعلم بالمرام .

ثم اعلم أن المضطرب على ما في جواهر الأصول هو الذي يختلف الرواة فيه ، فيرويه بعضهم على وجه ، وبعضهم على وجه آخر ، مخالف له ، ويقع الاضطراب في الإسناد تارة ، وفي المتن أخرى ، وفيهما أخرى ، من راو واحد أو أكثر ، ثم إن أمكن الترجيح بحفظ رواة إحدى الروايتين أو كثرة صحبة المروي عنه ، أو غير ذلك ، فالحكم للراجح ، ولا اضطراب حينئذ ، وإلا فمضطرب يستلزم الضعف ، انتهى .

والحاصل أنه تخالف روايتين أم أكثر إسنادا أو متنا مخالفة لا يمكن الجمع بينهما ما لم يترجح إحداهما بنحو كثرة طرق إحدى [ ص: 253 ] الروايتين أو كونها أصح أو أشهر أو رواتها أتقن أو معهم زيادة علم كما هنا فإن المسند معه زيادة علم على المرسل سيما والمرسل أسند مرة أخرى ، فوافق إسناد غيره له دائما ، وهو أبو أسيد في الرواية السابقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية