الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القدوري الحنفي ، أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أبو الحسين القدوري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الخطيب : سمع الحديث من عبيد الله بن محمد الحوشبي ، ولم [ ص: 663 ] يحدث إلا بشيء يسير ، كتبت عنه ، وكان صدوقا ، وكان ممن أنجب في الفقه ; لذكائه ، وانتهت إليه في العراق رياسة أصحاب أبي حنيفة وارتفع جاهه . وكان برز في القراءات . توفي يوم الأحد الخامس من رجب من هذه السنة عن ست وستين سنة ، ودفن بداره في درب خلف ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي ، أبو علي العكبري ، الفقيه الحنبلي الشاعر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، سمع من أبي بكر بن مالك وغيره ، وكان ثقة أمينا ، كما قال البرقاني ، وكان يسترزق من الوراقة - وهو النسخ - يقال : إنه كان يكتب ديوان المتنبي في ثلاث ليال ، فيبيعه بمائتي درهم ، ولما توفي أخذ السلطان من تركته ألف دينار سوى الأملاك ، وكان قد أوصى بثلث ماله في نفقة الحنابلة ، فلم يصرف ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لطف الله بن أحمد بن عيسى ، أبو الفضل الهاشمي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولي القضاء [ ص: 664 ] والخطابة بدرزيجان ، وكان ذا لسان ، وقد أضر في آخر عمره ، وكان يروي حكايات وأناشيد من حفظه ، وتوفي في صفر منها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن أحمد بن محمد بن أبي موسى ، عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب ، أبو علي الهاشمي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القاضي ، أحد أئمة الحنابلة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى ، أبو الحسن الأهوازي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ويعرف بابن أبي علي الأصبهاني ، ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ، وقدم بغداد وخرج له أبو الحسن النعيمي أجزاء من حديثه ، فسمع منه البرقاني ، إلا أنه بان كذبه ، حتى كان بعضهم يسميه جراب الكذب . أقام ببغداد سبع سنين ، ثم عاد إلى الأهواز ، فمات بها في هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 665 ] مهيار الديلمي الشاعر ، مهيار بن مرزويه ، أبو الحسن

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الكاتب الفارسي ، ويقال له : الديلمي . كان مجوسيا فأسلم ، إلا أنه سلك سبيل الرافضة ، فكان ينظم الشعر القوي الفحل في شيء من مذاهبهم من سب الصحابة وغير ذلك ، حتى قال له أبو القاسم بن برهان : يا مهيار ، انتقلت من زاوية في النار إلى زاوية أخرى ; كنت مجوسيا ، فأسلمت ، فصرت تسب الصحابة . وقد كان منزله بدرب رباح من الكرخ ، وله ديوان شعر كبير مشهور ، فمنه قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب وأسأل النوم عنكم وهو مسلوب     وأبتغي عندكم قلبا سمحت به
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكيف يرجع شيء وهو موهوب     ما كنت أعرف ما مقدار وصلكم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حتى هجرتم وبعض الهجر تأديب

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولمهيار أيضا قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أجارتنا بالغور والركب متهم     أيعلم خال كيف بات المتيم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      رحلتم وعمر الليل فينا وفيكم     سواء ولكن ساهرون ونوم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بنا أنتم من ظاعنين وخلفوا     قلوبا أبت أن تعرف الصبر عنهم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولما جلا التوديع عما حذرته     ولم يبق إلا نظرة تتغنم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بكيت على الوادي فحرمت ماءه     وكيف يحل الماء أكثره دم

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 666 ] قال ابن الجوزي : ولما كان شعره كله جيدا اقتصرت منه على هذا القدر . وكانت وفاته في جمادى الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      هبة الله بن الحسن ، أبو الحسين المعروف بالحاجب

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان من أهل الفضل والأدب والتدين ، وله شعر حسن ، فمنه قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يا ليلة سلك الزما     ن بطيبها في كل مسلك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إذ أرتعي روض المسر     ة مدركا ما ليس يدرك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      والبدر قد فضح الظلا     م فستره فيه مهتك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكأنما زهر النجو     م بلمعها شعل تحرك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      والغيم أحيانا يلو     ح كأنه ثوب ممسك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكأن تجعيد الريا     ح لدجلة ثوب مفرك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكأن نشر المسك ين     فح في النسيم إذا تحرك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكأنما المنثور مص     فر الذرا ذهب مشبك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      والنور يبسم في الريا     ض فإن نظرت إليه سرك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      شارطت نفسي أن أقو     م بحقها والشرط أملك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حتى تولى الليل من     هزما وجاء الصبح يضحك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 667 ] واه الفتى لو أنه     في ظل طيب العيش يترك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      والدهر يحسب عمره     فإذا أتاه الشيب فذلك

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكانت وفاته في رمضان من هذه السنة ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو علي بن سينا ، الطبيب الفيلسوف ، الحسين بن عبد الله بن سينا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ الرئيس ، الذي كان نادرة في زمانه ، كان أبوه من أهل بلخ وانتقل إلى بخارى ، واشتغل بها ابن سينا فقرأ القرآن ، وأتقن علومه وهو ابن عشر ، وأتقن الحساب والجبر والمقابلة و " إقليدس " و " المجسطي " ، ثم اشتغل على أبي عبد الله الناتلي الحكيم ، فبرع فيه ، وفاق أهل زمانه ، وتردد الناس إليه ، واشتغلوا عليه ، وهو ابن ست عشرة سنة ، وقد عالج بعض الملوك السامانية ، وهو الأمير نوح بن نصر ، فأعطاه جائزة سنية ، وحكمه في خزانة كتبه ، فرأى فيها من العجائب ، فيقال : إنه عزا بعض تلك الكتب إلى نفسه . وله في الإلهيات والطبيعيات كتب كثيرة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 668 ] قال ابن خلكان : له نحو من مائة مصنف ; صغار وكبار ، منها " القانون " و " الشفاء " و " النجاة " و " الإشارات " و " سلامان وإبسال " و " حي بن يقظان " وغير ذلك . قال : وكان من فلاسفة الإسلام . ثم أورد له من الأشعار قصيدته التي يقول فيها :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      هبطت إليك من المحل الأرفع     ورقاء ذات تعزز وتمنع
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محجوبة عن كل مقلة عارف     وهي التي سفرت فلم تتبرقع
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وصلت على كره إليك وربما     كرهت فراقك وهي ذات تفجع

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وهي طويلة . وقوله أيضا :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      اجعل غذاءك كل يوم مرة     واحذر طعاما قبل هضم طعام
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      واحفظ منيك ما استطعت فإنه     ماء الحياة يراق في الأرحام

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وذكر أنه مات بالقولنج في همذان ، وقيل : بأصبهان ، والأول أصح . يوم الجمعة في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ، عن ثمان وخمسين سنة . قلت : وقد لخص الغزالي كلامه في " مقاصد الفلاسفة " ، ثم رد عليه في " تهافت الفلاسفة " في عشرين مسألة ، كفره في ثلاث مسائل منهن ; وهي قوله بقدم العالم ، وعدم المعاد الجسماني ، وأن الله لا يعلم الجزئيات ، وبدعه في البواقي ، ويقال : إنه تاب عند الموت . فالله سبحانه وتعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية