الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 80 ] فصل ( كراهة nindex.php?page=treesubj&link=18478الكلام في الوساوس وخطرات المتصوفة ) .
قال المروزي سئل أبو عبد الله عمن تكلم في الوساوس والخطرات فنهى عن مجالستهم وقال للسائل : احذرهم وقال سمعت أبا عبد الله يقول : جاءني الأرمينيون بكتاب ذكر الوسواس والخطرات وغيره قلت فأي شيء قلت لهم قال قلت هذا كله مكروه وقال في موضع آخر للمروذي : عليك بالعلم عليك بالفقه .
وقال إسحاق بن إبراهيم سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل يقول من تكلم في الخطرات التابعون تابعوا التابعين وقال أحمد بن القاسم سمعت أبا عبد الله ورجل يسأله من أهل الشام رجل غريب : فذكر أن ابن أبي الحواري . وقوما معه هناك يتكلمون بكلام قد وضعوه في كتاب ويتذاكرونه بينهم . فقال : ما هو قال : يقولون المحبة لله أفضل من الطاعة ، وموضع الحب درجة كذا فلم يدعه أبو عبد الله يستتم كلامه وقال هذا ليس من كلام العلماء ، لا يلتفت إلى من قال هذا ، وأنكر ذلك وكرهه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12013أبو زرعة الرازي : وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فقال للسائل : إياك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات ، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك قيل له في هذه الكتب عبرة ، فقال من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة . بلغكم أن سفيان nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالكا والأوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس ، ما أسرع الناس إلى البدع انتهى كلامه . ومحفوظ عن الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد النهي عن كتب كلام nindex.php?page=showalam&ids=17158منصور بن عمار والاستماع للقاص به . [ ص: 81 ]
قال القاضي أبو الحسين إنما رأى إمامنا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد الناس لهجين بكلامه وقد اشتهروا به حتى دونوه وفصلوه مجالس يحفظونها ويلقونها ويكثرون فيما بينهم دراستها ، فكره لهم أن يلهوا بذلك عن كتاب الله ويشتغلوا به عن كتب السنة وأحكام الملة لا غير .