الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
فصل : في nindex.php?page=treesubj&link=30727موت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار أحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة على قومه بني النجار ، وقد شهد العقبات الثلاث ، وكان أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الثانية في قول ، وكان شابا ، وهو أول من جمع بالمدينة في نقيع الخضمات في هزم النبيت كما تقدم .
قال محمد بن إسحاق : وهلك في تلك الأشهر nindex.php?page=showalam&ids=131أبو أمامة أسعد بن زرارة ، والمسجد يبنى ، أخذته الذبحة أو الشهقة . وقال ابن جرير في " التاريخ " : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة في الشوكة . رجاله ثقات .
قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن [ ص: 567 ] حزم ، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بئس الميت أبو أمامة ليهود ومنافقي العرب; يقولون : لو كان نبيا لم يمت صاحبه . ولا أملك لنفسي ولا لصاحبي من الله شيئا " . وهذا يقتضي أنه nindex.php?page=treesubj&link=30727أول من مات بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم . وقد زعم أبو الحسن ابن الأثير في " أسد الغابة " : أنه مات في شوال بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أشهر . فالله أعلم .
وذكر محمد بن إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3510270أن بني النجار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم لهم نقيبا بعد nindex.php?page=showalam&ids=131أبي أمامة أسعد بن زرارة ، فقال : " أنتم أخوالي ، وأنا بما فيكم وأنا نقيبكم " . وكره أن يخص بها بعضهم دون بعض . فكان من فضل بني النجار الذي يعتدون به على قومهم ، أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبهم . قال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : وهذا يرد قول أبي نعيم وابن منده ، في قولهما : إن أسعد بن زرارة كان نقيبا على بني ساعدة . إنما كان على بني النجار . وصدق nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير فيما قال . وقد قال أبو جعفر بن جرير في " التاريخ " : كان أول من توفي بعد مقدمه عليه السلام المدينة من المسلمين - فيما ذكر - صاحب منزله كلثوم بن الهدم ، لم يلبث بعد مقدمه إلا يسيرا حتى مات ، ثم توفي بعده أسعد بن زرارة ، وكانت وفاته في سنة مقدمه قبل أن يفرغ بناء المسجد بالذبحة أو الشهقة .
[ ص: 568 ] قلت : nindex.php?page=showalam&ids=7483وكلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ، وهو من بني عمرو بن عوف ، وكان شيخا كبيرا أسلم قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل بقباء ، نزل في منزل هذا في الليل ، وكان يتحدث بالنهار مع أصحابه في منزل nindex.php?page=showalam&ids=3402سعد بن الربيع رضي الله عنهما إلى أن ارتحل إلى دار بني النجار كما تقدم . قال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : وقد قيل : إنه أول من مات من المسلمين بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم بعده أسعد بن زرارة . ذكره الطبري .