الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين ( 116 ) ) قوله تعالى : ( أولو بقية ) : الجمهور على تشديد الياء وهو الأصل .

وقرئ بتخفيفها ، وهو مصدر بقي يبقى بقية ، كلقيته لقية ; فيجوز أن يكون على بابه ; ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى فعيل ، وهو بمعنى فاعل .

( في الأرض ) : حال من الفساد .

( واتبع ) الجمهور على أنها همزة وصل وفتح التاء والباء ; أي اتبعوا الشهوات .

وقرئ بضم الهمزة وقطعها وسكون التاء وكسر الباء ، والتقدير : جزاء ما أترفوا .

قال تعالى : ( إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( 119 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا من رحم ) : هو مستثنى من ضمير الفاعل في " يزالون " " وذلك " يعود على الرحمة . وقيل : الاختلاف .

قال تعالى : ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ( 120 ) ) .

قوله تعالى : ( وكلا ) : هو منصوب بـ " نقص " .

و ( من أنباء ) : صفة لكل ، و " ما نثبت " : بدل من كل ، أو هو رفع بإضمار هو . [ ص: 46 ] ويجوز أن يكون مفعول " نقص " ويكون " كلا " حالا من " ما " أو من الهاء على مذهب من أجاز تقديم حال المجرور عليه ، أو من " أنباء " على هذا المذهب أيضا ، ويكون كلا بمعنى " جميعا " .

" في هذه " قيل : في الدنيا وقيل : في هذه السورة . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية