فصل (
nindex.php?page=treesubj&link=30368ورود الناس جميعهم جهنم )
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا الآيات إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا [ ص: 92 ] [ مريم : 68 - 72 ] . أقسم سبحانه بنفسه الكريمة أنه سيجمع بني
آدم ممن كان يطيع الشياطين ويعبدها مع الله ، عز وجل ، ويطيعها فيما تأمره به من معاصي الله عز وجل ، فإن طاعة الشياطين هي عبادتها ، فإذا كان يوم القيامة جمع الشياطين ومن أطاعهم وأحضرهم حول جهنم جثيا ، أي جلوسا على الركب ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=28وترى كل أمة جاثية [ الجاثية : 28 ] .
وعن
ابن مسعود : قياما . وهم يعاينون هولها ، وبشاعة منظرها ، وقد جزموا أنهم داخلوها لا محالة ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا [ الكهف : 53 ] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم [ الشورى : 22 ] . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16كان على ربك وعدا مسئولا [ الفرقان : 12 - 16 ] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=6لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين [ التكاثر : 6 ، 7 ] .
ثم أقسم تعالى أن الخلق كلهم سيردون جهنم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا [ مريم : 71 ] ، قال
ابن مسعود : قسما واجبا .
وفى " الصحيحين " من حديث
الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
أبي [ ص: 93 ] هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513708من مات له ثلاثة من الولد لم تمسه النار إلا تحلة القسم " .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، عن
حسن ، عن
ابن لهيعة ، عن
زبان بن فائد ، عن
سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513709من حرس من وراء المسلمين متطوعا لا بأجر سلطان لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم ، قال الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وإن منكم إلا واردها وذكر تمام الحديث .
وقد اختلف المفسرون في المراد بالورود ما هو ، والأظهر ، كما قررناه في " التفسير " ، أنه المرور على الصراط . والله أعلم . كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا [ مريم : 72 ] .
وقال
مجاهد : الحمى حظ كل مؤمن من النار ، ثم قرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وإن منكم إلا واردها . وقد روى
ابن جرير في " تفسيره " حديثا يشبه هذا ، فقال : حدثني
عمران بن بكار الكلاعي ، حدثنا
أبو المغيرة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16352عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ، حدثنا
إسماعيل بن عبيد الله ، عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513710خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجلا من أصحابه وعكا ، وأنا معه ، ثم قال : " إن الله [ ص: 94 ] يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار في الآخرة " . وهذا إسناد حسن .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرحمن ، عن
إسرائيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
مرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وإن منكم إلا واردها . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513711يرد الناس النار كلهم ، ثم يصدرون عنها بأعمالهم " .
وهكذا رواه
الترمذي من حديث
إسرائيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، به ، مرفوعا ، ثم رواه من حديث
شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي به ، فوقفه ، وهكذا رواه
أسباط عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
مرة ، عن
ابن مسعود ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=30368يرد الناس جميعا الصراط ، وورودهم قيامهم حول النار ، ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم ، فمنهم من يمر كمر البرق ، ومنهم من يمر مثل الريح ، ومنهم من يمر مثل الطير ، ومنهم من يمر كأجود الخيل ، ومنهم من يمر كأجود الإبل ، ومنهم من يمر كعدو الرجل ، حتى إن آخرهم مرا رجل نوره على موضعي إبهامي قدميه ، يمر يتكفأ به الصراط ، والصراط دحض مزلة ، عليه حسك كحسك القتاد ، حافتاه ملائكة معهم كلاليب من نار يختطفون بها الناس . وذكر تمام الحديث . وله شواهد مما مضى ، ومما سيأتي إن شاء الله تعالى .
[ ص: 95 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
سلمة بن كهيل ، عن
أبي الزعراء ، عن
ابن مسعود ، قال : يأمر الله بالصراط فيضرب على جهنم ، فيمر الناس عليه على قدر أعمالهم ; أولهم كلمح البرق ، ثم كمر الريح ، ثم كأسرع البهائم ، ثم كذلك ، حتى يمر الرجل سعيا ، حتى يمر الرجل ماشيا ، ثم يكون آخرهم يتلبط على بطنه ، ثم يقول : يا رب ، لم أبطأت بي ؟ فيقول : لم أبطئ بك ، إنما أبطأ بك عملك .
وروي نحوه من وجه آخر عن
ابن مسعود مرفوعا ، والموقوف أصح . والله أعلم .
وقال الحافظ
أبو نصر الوائلي في كتاب " الإبانة " : أخبرنا
محمد بن محمد بن الحجاج ، أخبرنا
محمد بن عبد الرحمن الربعي ، حدثنا
علي بن الحسين ، أبو عبيد ، حدثنا
زكريا بن يحيى أبو السكين ، حدثنا
عبد الله بن صالح ، حدثنا
أبو همام القرشي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم ، عن
طاوس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك ، وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل [ ص: 96 ] الجنة فلا تحدثن في دين الله حدثا برأيك " . ثم قال : وهذا غريب الإسناد ، والمتن حسن . أورده
القرطبي .
وقال
الحسن بن عرفة : حدثنا
مروان بن معاوية ، عن
بكار بن أبي مروان ، عن
خالد بن معدان ، قال : قال أهل الجنة بعدما دخلوا الجنة : ألم يعدنا ربنا الورود على النار ؟! فيقال : قد مررتم عليها وهى خامدة .
وقد ذهب آخرون إلى أن المراد بالورود الدخول ، قاله
ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=82وعبد الله بن رواحة ، وأبو ميسرة ، وغير واحد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
سليمان بن حرب ، حدثنا
غالب بن سليمان ، عن
كثير بن زياد البرساني ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3513713عن أبي سمية ، قال : اختلفنا في الورود ، فقال بعضنا : لا يدخلها مؤمن . وقال بعضنا : يدخلونها جميعا ، ثم ينجي الله الذين اتقوا ، فلقيت nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، فقلت له : إنا اختلفنا في الورود ، فقال : يردونها جميعا - وقال سليمان مرة : يدخلونها جميعا . وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه ، وقال : صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها ، فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم ، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم ; nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا [ مريم : 72 ] . لم يخرجوه في كتبهم ، وهو حسن .
[ ص: 97 ] وقال
أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14511أبو الحسن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة السليطي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13918أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي ، حدثنا
سليم بن منصور بن عمار ، حدثني أبي
منصور بن عمار ، حدثني
بشير بن طلحة الجذامي ، عن
خالد بن دريك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=120يعلى بن منية ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513714تقول النار للمؤمن يوم القيامة : جز يا مؤمن ، فقد أطفأ نورك لهبي " . وهذا حديث غريب جدا .
وقال
ابن المبارك " ، عن
سفيان ، عن رجل ، عن
خالد بن معدان ، قال : قالوا : ألم يعدنا ربنا أنا نرد النار ؟ فيقال : إنكم مررتم عليها وهي خامدة .
وفي رواية عن
خالد بن معدان ، قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا : ألم يقل ربنا أنا نرد النار ؟ فيقال : إنكم وردتموها فألفيتموها رمادا .
وقال
ابن جرير : حدثني
يعقوب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
الجريري ، عن
أبي [ ص: 98 ] السليل ، عن
غنيم بن قيس ، قال : ذكروا ورود النار ، فقال
كعب : تمسك النار للناس كأنها متن إهالة ، حتى يستوي عليها أقدام الخلائق ، برهم وفاجرهم ، ثم يناديها مناد أن أمسكي أصحابك ، ودعي أصحابي . قال : فتخسف بكل ولي لها ، فلهي أعلم بهم من الرجل بولده ، ويخرج المؤمنون ندية ثيابهم وروي مثله أيضا عنه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
ابن إدريس ، حدثنا
الأعمش ، عن
أبي سفيان ، عن
جابر ، عن
أم مبشر امرأة زيد بن حارثة ، قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513715كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة ، فقال : " لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية " . قالت حفصة : أليس الله عز وجل ، يقول : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وإن منكم إلا واردها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فمه nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد أيضا ، عن
أبي معاوية ، عن
الأعمش ، عن
أبي سفيان ، عن
جابر ، عن
أم مبشر ، عن
حفصة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله .
ورواه
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، سمع
جابرا ، عن
أم مبشر ، فذكر نحوه ، وقد تقدم ، وسيأتي في أحاديث الشفاعة
nindex.php?page=treesubj&link=30369كيفية جواز [ ص: 99 ] المؤمنين على الصراط ، وتفاوت سيرهم عليه ، بحسب أعمالهم ، وقد تقدم من ذلك جانب ، وتقدم عنه ، عليه السلام ، أنه أول الأنبياء إجازة بأمته على الصراط .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام قال :
محمد صلى الله عليه وسلم أول الرسل إجازة على الصراط ، ثم
عيسى ، ثم
موسى ، ثم
إبراهيم ، حتى يكون آخرهم إجازة
نوح ، عليه السلام . قال : فإذا خلص المؤمنون من الصراط تلقتهم الخزنة يهدونهم إلى الجنة ، فإنهم إذا خلصوا من الصراط وأتوا على آخره ، فليس بعد ذلك إلا دخول الجنة . كما سيأتي .
وثبت في " الصحيح " : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513716من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة : يا عبد الله ، هذا خير . فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الزكاة دعي من باب الزكاة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان " . فقال أبو بكر : يا رسول الله ، ما على أحد يدعى من أيها شاء من ضرورة ، فهل يدعى أحد منها كلها ؟ قال ؟ " نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر ، فإذا دخلوا الجنة هدوا إلى منازلهم ، فلهم أعرف بها من منازلهم التي كانت في الدنيا " . كما سيأتي بيانه في " الصحيح " عند
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن
عبد الرزاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13786عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن
[ ص: 100 ] سلمان الفارسي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513717لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز ; بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من الله لفلان بن فلان ، أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية " .
وقد رواه
الحافظ الضياء ، من طريق
سليمان التيمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي ، عن
سلمان الفارسي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
يعطى المؤمن جوازا على الصراط ; بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان ابن فلان ، أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية " .
وقد روى
الترمذي في " جامعه " ، عن
المغيرة بن شعبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513719شعار المؤمن على الصراط ، رب سلم سلم " . ثم قال : غريب .
وفى " صحيح
مسلم " : " ونبيكم يقول : رب سلم سلم " . وتقدم أن الأنبياء كلهم يقولون ذلك ، وكذلك الملائكة كلهم يقولون ذلك .
وثبت في " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " من حديث
قتادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11904أبي المتوكل الناجي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513720 " إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار ، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة ، فلأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا " .
[ ص: 101 ] وقد تكلم
القرطبي على هذا الحديث في " التذكرة " ، وجعل هذه القنطرة صراطا ثانيا للمؤمنين خاصة ، وليس يسقط منه أحد في النار . قلت : هذه القنطرة تكون بعد مجاوزة النار ، فقد تكون هذه القنطرة منصوبة على هول آخر مما يعلمه الله ، ولا نعلمه نحن . والله أعلم .
وقال
ابن أبي الدنيا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد ، حدثنا
صالح بن موسى ، عن
ليث ، عن
عثمان ، عن
محمد ، عن
أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
يقول الله تعالى يوم القيامة للمؤمنين : جوزوا النار بعفوي ، وادخلوا الجنة برحمتي ، فاقتسموها بفضائل أعمالكم " . وهذا حديث غريب .
وقد رواه
أبو معاوية ، عن
إسماعيل بن مسلم ، عن
قتادة ، عن
عبد الله ، من قوله ، مثله ، وهو منقطع ، بل معضل ، وقد قال بعض الوعاظ ، فيما حكاه
القرطبي في " التذكرة " : فتوهم نفسك يا أخي إذا صرت على الصراط ، ونظرت إلى جهنم تحتك سوداء مظلمة مدلهمة ، وقد تلظى سعيرها ، وعلا لهيبها ، وأنت تمشي أحيانا ، وتزحف أخرى . ثم أنشد :
أبت نفسي تتوب فما احتيالي إذا برز العباد لذي الجلال وقاموا من قبورهم حيارى
بأوزار كأمثال الجبال وقد نصب الصراط لكي يجوزوا
فمنهم من يكب على الشمال [ ص: 102 ] ومنهم من يسير لدار عدن
تلقاه العرائس بالغوالي يقول له المهيمن يا وليي
غفرت لك الذنوب فلا تبالي
فَصٌلٌ (
nindex.php?page=treesubj&link=30368وُرُودُ النَّاسِ جَمِيعِهِمْ جَهَنَّمَ )
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا الْآيَاتِ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [ ص: 92 ] [ مَرْيَمَ : 68 - 72 ] . أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِنَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ أَنَّهُ سَيَجْمَعُ بَنِي
آدَمَ مِمَّنْ كَانَ يُطِيعُ الشَّيَاطِينَ وَيَعْبُدُهَا مَعَ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَيُطِيعُهَا فِيمَا تَأْمُرُهُ بِهِ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّ طَاعَةَ الشَّيَاطِينِ هِيَ عِبَادَتُهَا ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ الشَّيَاطِينَ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ وَأَحْضَرَهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ، أَيْ جُلُوسًا عَلَى الرُّكَبِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=28وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً [ الْجَاثِيَةِ : 28 ] .
وَعَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ : قِيَامًا . وَهُمْ يُعَايِنُونَ هَوْلَهَا ، وَبَشَاعَةَ مَنْظَرِهَا ، وَقَدْ جَزَمُوا أَنَّهُمْ دَاخِلُوهَا لَا مَحَالَةَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا [ الْكَهْفِ : 53 ] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ [ الشُّورَى : 22 ] . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=12إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا [ الْفُرْقَانِ : 12 - 16 ] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=6لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ [ التَّكَاثُرِ : 6 ، 7 ] .
ثُمَّ أَقْسَمَ تَعَالَى أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ سَيَرِدُونَ جَهَنَّمَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا [ مَرْيَمَ : 71 ] ، قَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ : قَسَمًا وَاجِبًا .
وَفَى " الصَّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ
أَبِي [ ص: 93 ] هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513708مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ " .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ ، عَنْ
حَسَنٍ ، عَنِ
ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ
زَبَّانِ بْنِ فَائِدٍ ، عَنْ
سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513709مَنْ حَرَسَ مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ مُتَطَوِّعًا لَا بِأَجْرِ سُلْطَانٍ لَمْ يَرَ النَّارَ بِعَيْنَيْهِ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي الْمُرَادِ بِالْوُرُودِ مَا هُوَ ، وَالْأَظْهَرُ ، كَمَا قَرَّرْنَاهُ فِي " التَّفْسِيرِ " ، أَنَّهُ الْمُرُورُ عَلَى الصِّرَاطِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [ مَرْيَمَ : 72 ] .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْحُمَّى حَظُّ كَلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ النَّارِ ، ثُمَّ قَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا . وَقَدْ رَوَى
ابْنُ جَرِيرٍ فِي " تَفْسِيرِهِ " حَدِيثًا يُشْبِهُ هَذَا ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي
عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكَلَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16352عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513710خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ وَعِكًا ، وَأَنَا مَعَهُ ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ [ ص: 94 ] يَقُولُ : هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ " . وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
إِسْرَائِيلَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، عَنْ
مُرَّةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا . قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513711يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ كُلُّهُمْ ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ " .
وَهَكَذَا رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ
إِسْرَائِيلَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، بِهِ ، مَرْفُوعًا ، ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ
شُعْبَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ بِهِ ، فَوَقَفَهُ ، وَهَكَذَا رَوَاهُ
أَسْبَاطٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، عَنْ
مُرَّةَ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=30368يَرِدُ النَّاسُ جَمِيعًا الصِّرَاطَ ، وَوُرُودُهُمْ قِيَامُهُمْ حَوْلَ النَّارِ ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنِ الصِّرَاطِ بِأَعْمَالِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَمَرِّ الْبَرْقِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الرِّيحِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الطَّيْرِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَأَجْوَدِ الْخَيْلِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَأَجْوَدِ الْإِبِلِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَعَدْوِ الرَّجُلِ ، حَتَّى إِنَّ آخِرَهُمْ مَرًّا رَجُلٌ نُورُهُ عَلَى مَوْضِعَيْ إِبْهَامَيْ قَدَمَيْهِ ، يَمُرُّ يَتَكَفَّأُ بِهِ الصِّرَاطُ ، وَالصِّرَاطُ دَحْضٌ مَزَلَّةٌ ، عَلَيْهِ حَسَكٌ كَحَسَكِ الْقَتَادِ ، حَافَتَاهُ مَلَائِكَةٌ مَعَهُمْ كَلَالِيبُ مِنْ نَارٍ يَخْتَطِفُونَ بِهَا النَّاسَ . وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ . وَلَهُ شَوَاهِدُ مِمَّا مَضَى ، وَمِمَّا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
[ ص: 95 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ
أَبِي الزَّعْرَاءِ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : يَأْمُرُ اللَّهُ بِالصِّرَاطِ فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ ، فَيَمُرُّ النَّاسُ عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ ; أَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ، ثُمَّ كَأَسْرَعِ الْبَهَائِمِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ ، حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ سَعْيًا ، حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ مَاشِيًا ، ثُمَّ يَكُونُ آخِرُهُمْ يَتَلَبَّطُ عَلَى بَطْنِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ ، لِمَ أَبْطَأْتَ بِي ؟ فَيَقُولُ : لَمْ أُبْطِئْ بِكَ ، إِنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ عَمَلُكَ .
وَرُوِيَ نَحْوُهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا ، وَالْمَوْقُوفُ أَصَحُّ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ الْحَافِظُ
أَبُو نَصْرٍ الْوَائِلِيُّ فِي كِتَابِ " الْإِبَانَةِ " : أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمِنِ الرَّبَعِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، أَبُو عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى أَبُو السُّكَيْنِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو هَمَّامٍ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16034سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16836قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ
طَاوُسٍ ، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلِّمِ النَّاسَ سُنَّتِي وَإِنْ كَرِهُوا ذَلِكَ ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ لَا تُوقَفَ عَلَى الصِّرَاطِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى تَدْخُلَ [ ص: 96 ] الْجَنَّةَ فَلَا تُحْدِثَنَّ فِي دِينِ اللَّهِ حَدَثًا بِرَأْيِكَ " . ثُمَّ قَالَ : وَهَذَا غَرِيبُ الْإِسْنَادِ ، وَالْمَتْنُ حَسَنٌ . أَوْرَدَهُ
الْقُرْطُبِيُّ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ : حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ
بَكَّارِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، قَالَ : قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْدَمَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ : أَلَمْ يَعِدْنَا رَبُّنَا الْوُرُودَ عَلَى النَّارِ ؟! فَيُقَالُ : قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَيْهَا وَهَى خَامِدَةٌ .
وَقَدْ ذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوُرُودِ الدُّخُولُ ، قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=82وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ، وَأَبُو مَيْسَرَةَ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
غَالِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ الْبُرْسَانِيِّ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3513713عَنْ أَبِي سُمَيَّةَ ، قَالَ : اخْتَلَفْنَا فِي الْوُرُودِ ، فَقَالَ بَعْضُنَا : لَا يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ . وَقَالَ بَعْضُنَا : يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا ، ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا ، فَلَقِيتُ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّا اخْتَلَفْنَا فِي الْوُرُودِ ، فَقَالَ : يَرِدُونَهَا جَمِيعًا - وَقَالَ سُلَيْمَانُ مَرَّةً : يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا . وَأَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ ، وَقَالَ : صَمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا يَبْقَى بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ إِلَّا دَخَلَهَا ، فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، حَتَّى إِنَّ لِلنَّارِ ضَجِيجًا مِنْ بَرْدِهِمْ ; nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [ مَرْيَمَ : 72 ] . لَمْ يُخْرِجُوهُ فِي كُتُبِهِمْ ، وَهُوَ حَسَنٌ .
[ ص: 97 ] وَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14511أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ السَّلِيطِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13918أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْبُوشَنْجِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي
مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنِي
بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ الْجُذَامِيُّ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=120يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513714تَقُولُ النَّارُ لِلْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : جُزْ يَا مُؤْمِنُ ، فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي " . وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا .
وَقَالَ
ابْنُ الْمُبَارَكِ " ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، قَالَ : قَالُوا : أَلَمْ يَعِدْنَا رَبُّنَا أَنَّا نَرِدُ النَّارَ ؟ فَيُقَالُ : إِنَّكُمْ مَرَرْتُمْ عَلَيْهَا وَهِيَ خَامِدَةٌ .
وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، قَالَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالُوا : أَلَمْ يَقُلْ رَبُّنَا أَنَّا نَرِدُ النَّارَ ؟ فَيُقَالُ : إِنَّكُمْ وَرَدْتُمُوهَا فَأَلْفَيْتُمُوهَا رَمَادًا .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ
الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ
أَبِي [ ص: 98 ] السَّلِيلِ ، عَنْ
غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : ذَكَرُوا وُرُودَ النَّارِ ، فَقَالَ
كَعْبٌ : تُمْسَكُ النَّارُ لِلنَّاسِ كَأَنَّهَا مَتْنُ إِهَالَةٍ ، حَتَّى يَسْتَوِيَ عَلَيْهَا أَقْدَامُ الْخَلَائِقِ ، بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ ، ثُمَّ يُنَادِيهَا مُنَادٍ أَنْ أَمْسِكِي أَصْحَابَكِ ، وَدَعِي أَصْحَابِي . قَالَ : فَتَخْسِفُ بِكُلِّ وَلِيٍّ لَهَا ، فَلَهِيَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنَ الرَّجُلِ بِوَلَدِهِ ، وَيَخْرُجُ الْمُؤْمِنُونَ نَدِيَّةً ثِيَابُهُمْ وَرُوِيَ مِثْلُهُ أَيْضًا عَنْهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
ابْنُ إِدْرِيسَ ، حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ
جَابِرٍ ، عَنْ
أُمِّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513715كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ ، فَقَالَ : " لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ " . قَالَتْ حَفْصَةُ : أَلَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَمَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ أَيْضًا ، عَنْ
أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ
جَابِرٍ ، عَنْ
أُمِّ مُبَشِّرٍ ، عَنْ
حَفْصَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ .
وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11862أَبِي الزُّبَيْرِ ، سَمِعَ
جَابِرًا ، عَنْ
أُمِّ مُبَشِّرٍ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ، وَسَيَأْتِي فِي أَحَادِيثِ الشَّفَاعَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=30369كَيْفِيَّةُ جَوَازِ [ ص: 99 ] الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الصِّرَاطِ ، وَتَفَاوُتُ سَيْرِهِمْ عَلَيْهِ ، بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ ذَلِكَ جَانِبٌ ، وَتَقَدَّمَ عَنْهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَنَّهُ أَوَّلُ الْأَنْبِيَاءِ إِجَازَةً بِأُمَّتِهِ عَلَى الصِّرَاطِ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ :
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِجَازَةً عَلَى الصِّرَاطِ ، ثُمَّ
عِيسَى ، ثُمَّ
مُوسَى ، ثُمَّ
إِبْرَاهِيمُ ، حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُمْ إِجَازَةً
نُوحٌ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ . قَالَ : فَإِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الصِّرَاطِ تَلَقَّتْهُمُ الْخَزَنَةُ يَهْدُونَهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَإِنَّهُمْ إِذَا خَلَصُوا مِنَ الصِّرَاطِ وَأَتَوْا عَلَى آخِرِهِ ، فَلَيْسَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا دُخُولُ الْجَنَّةِ . كَمَا سَيَأْتِي .
وَثَبَتَ فِي " الصَّحِيحِ " : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513716مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، هَذَا خَيْرٌ . فَمَنْ كَانَ مَنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ ، وَمَنْ كَانَ مَنْ أَهْلِ الزَّكَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الزَّكَاةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ " . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ أَيِّهَا شَاءَ مِنْ ضَرُورَةٍ ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْهَا كُلِّهَا ؟ قَالَ ؟ " نَعَمْ ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَإِذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ هُدُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ ، فَلَهُمْ أَعْرَفُ بِهَا مِنْ مَنَازِلِهِمُ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا " . كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ فِي " الصَّحِيحِ " عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ .
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13786عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16572عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ
[ ص: 100 ] سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513717لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ إِلَّا بِجَوَازٍ ; بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ، أَدْخِلُوهُ جَنَّةً عَالِيَةً قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ " .
وَقَدْ رَوَاهُ
الْحَافِظُ الضِّيَاءُ ، مِنْ طَرِيقِ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12081أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ
سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
يُعْطَى الْمُؤْمِنُ جَوَازًا عَلَى الصِّرَاطِ ; بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمِ ، هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ ، أَدْخِلُوهُ جَنَّةً عَالِيَةً قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ " .
وَقَدْ رَوَى
التِّرْمِذِيُّ فِي " جَامِعِهِ " ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513719شِعَارُ الْمُؤْمِنِ عَلَى الصِّرَاطِ ، رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ " . ثُمَّ قَالَ : غَرِيبٌ .
وَفَى " صَحِيحِ
مُسْلِمٍ " : " وَنَبِيُّكُمْ يَقُولُ : رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ " . وَتَقَدَّمَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ كُلَّهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ .
وَثَبَتَ فِي " صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ " مِنْ حَدِيثِ
قَتَادَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11904أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513720 " إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَاقْتُصَّ لَهُمْ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ ، فَلَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا " .
[ ص: 101 ] وَقَدْ تَكَلَّمَ
الْقُرْطُبِيُّ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي " التَّذْكِرَةِ " ، وَجَعَلَ هَذِهِ الْقَنْطَرَةَ صِرَاطًا ثَانِيًا لِلْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً ، وَلَيْسَ يَسْقُطُ مِنْهُ أَحَدٌ فِي النَّارِ . قُلْتُ : هَذِهِ الْقَنْطَرَةُ تَكُونُ بَعْدَ مُجَاوَزَةِ النَّارِ ، فَقَدْ تَكُونُ هَذِهِ الْقَنْطَرَةُ مَنْصُوبَةً عَلَى هَوْلٍ آخَرَ مِمَّا يَعْلَمُهُ اللَّهُ ، وَلَا نَعْلَمُهُ نَحْنُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
صَالِحُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ
لَيْثٍ ، عَنْ
عُثْمَانَ ، عَنْ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ : جُوزُوا النَّارَ بِعَفْوِي ، وَادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي ، فَاقْتَسِمُوهَا بِفَضَائِلِ أَعْمَالِكُمْ " . وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ .
وَقَدْ رَوَاهُ
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ ، مِنْ قَوْلِهِ ، مِثْلَهُ ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ ، بَلْ مُعْضَلٌ ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْوُعَّاظِ ، فِيمَا حَكَاهُ
الْقُرْطُبِيُّ فِي " التَّذْكِرَةِ " : فَتَوَهَّمْ نَفْسَكَ يَا أَخِي إِذَا صِرْتَ عَلَى الصِّرَاطِ ، وَنَظَرْتَ إِلَى جَهَنَّمَ تَحْتَكَ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً مُدْلَهِمَّةً ، وَقَدْ تَلَظَّى سَعِيرُهَا ، وَعَلَا لَهِيبُهَا ، وَأَنْتَ تَمْشِي أَحْيَانًا ، وَتَزْحَفُ أُخْرَى . ثُمَّ أَنْشَدَ :
أَبَتْ نَفْسِي تَتُوبُ فَمَا احْتِيَالِي إِذَا بَرَزَ الْعِبَادُ لِذِي الْجَلَالِ وَقَامُوا مِنْ قُبُورِهِمُ حَيَارَى
بِأَوْزَارٍ كَأَمْثَالِ الْجِبَالِ وَقَدْ نُصِبَ الصِّرَاطُ لِكَيْ يَجُوزُوا
فَمِنْهُمْ مَنْ يُكَبُّ عَلَى الشِّمَالِ [ ص: 102 ] وَمِنْهُمْ مَنْ يَسِيرُ لِدَارِ عَدْنَ
تَلَقَّاهُ الْعَرَائِسُ بِالْغَوَالِي يَقُولُ لَهُ الْمُهَيْمِنُ يَا وَلِيِّي
غَفَرْتُ لَكَ الذُّنُوبَ فَلَا تُبَالِي