الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5862 238 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن عثمان بن غياث، حدثنا أبو عثمان، عن أبي موسى [ ص: 222 ] أنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حائط من حيطان المدينة وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم عود يضرب به بين الماء والطين، فجاء رجل يستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح وبشره بالجنة، فذهبت، فإذا أبو بكر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر، فقال: افتح له وبشره بالجنة، فإذا عمر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر، وكان متكئا فجلس، فقال: افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، أو تكون، فذهبت، فإذا عثمان، ففتحت له وبشرته بالجنة، فأخبرته بالذي قال، قال: الله المستعان.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: عود يضرب به بين الماء والطين، وفي رواية الكشميهني: "في الماء والطين".

                                                                                                                                                                                  ويحيى هو ابن سعيد القطان. وعثمان بن غياث، بكسر الغين المعجمة وتخفيف الياء آخر الحروف وبالثاء المثلثة، البصري. قال الكرماني: وفي بعض النسخ: يحيى بن عثمان، وهو سهو فاحش. وأبو عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي. وأبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه، واسمه عبد الله بن قيس.

                                                                                                                                                                                  ومضى الحديث مطولا في مناقب أبي بكر رضي الله عنه، وفي مناقب عمر رضي الله عنه، وفي مناقب عثمان رضي الله عنه، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " على بلوى" بدون التنوين: البلية، والحائط هو البستان، وفيه بئر أريس، بفتح الهمزة وكسر الراء وبإسكان الياء آخر الحروف وبالسين المهملة، وكانت عادة العرب أخذ المخصرة، والعصا، والاعتماد عليها عند الكلام، والمحافل، والخطبة. وهي مأخوذة من أصل كريم، ومعدن شريف، ولا ينكرها إلا جاهل، وقد جمع الله لموسى عليه السلام في عصاه من البراهين العظام ما آمن به السحرة المعاندون له، واتخذها سليمان بن داود عليهما السلام لخطبته وموعظته وطول صلاته، وكان ابن مسعود صاحب عصا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وكان يخطب بالقضيب، وكفى بذلك شرفا للعصا، وعلى ذلك كانت الخلفاء والخطباء، وذكر أن الشعوبية تنكر على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني، وهم طائفة تبغض العرب، وتذكر مثالبها، وتفضل عليها العجم. وفي استعمال الشارع المخصرة الحجة البالغة على من أنكرها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية