الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
أو رمضان فقد nindex.php?page=hadith&LINKID=650005nindex.php?page=treesubj&link=32968كان صلى الله عليه وسلم أجود الخلق وكان في رمضان ، كالريح المرسلة لا يمسك فيه شيئا
(أو) يعين شهر (رمضان) المعروف، قيل: سمي بذلك لأن وضعه وافق الرمض، وهو شدة الحر، وجمعه رمضانات، أرمضاء. وعن يونس أنه سمع رماضين مثل شعابين، (فإنه nindex.php?page=hadith&LINKID=650005كان صلى الله عليه وسلم أجود الخلق في رمضان، وكان فيه كالريح المرسلة لا يمسك فيه شيئا) .
قال العراقي: أخرجاه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قلت: لفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في أول كتابه: حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ح وحدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله nindex.php?page=hadith&LINKID=650005عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود [ ص: 110 ] الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة. هكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في أربعة مواضع من الصحيح؛ في باب الوحي، وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل القرآن، وبدء الخلق، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الفضائل النبوية .
(فوائد هذا الحديث)
منها: أن nindex.php?page=treesubj&link=32968_2441جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان يفوق على جوده في سائر أوقاته، ومنها: أن المراد من مدراسته للقرآن مع جبريل عليه السلام مقابلته على ما أوحاه إليه من الله تعالى ليبقي ما بقي ويذهب ما نسخ؛ توكيدا واستئناسا وحفظا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك؛ ولهذا فهم عليه السلام اقتراب أجله .
قال العماد بن كثير: ولا يعارض هذا ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح في فتاويه أن nindex.php?page=treesubj&link=32239قراءة القرآن كرامة أكرم بها البشر، وقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك، وأنها حريصة لذلك على استماعهم من الإنس؛ لأنها خصوصية لجبريل عليه السلام من دون الملائكة، ومنها تخصيصه بليالي رمضان؛ لأن الوقت موسم الخيرات؛ إذ نعم الله على عباده تربو فيه على غيره، ومنها فيه تخصيصا بعد تخصيص على سبيل الترقي، فضل أولا جوده مطلقا على جود الناس كلهم، ثم فضل ثانيا جود كونه في رمضان على جوده في سائر أوقاته، ثم فضل ثالثا جوده في ليالي رمضان عند لقاء جبريل على جوده في رمضان مطلقا، ومنها: أن المراد بالريح المرسلة هي المطلقة، وعبر بها إشارة إلى أن دوام هبوبها بالرحمة وإلى عموم النفع بجوده صلى الله عليه وسلم كلما تعم الريح المرسلة جميع ما تهب عليه .