الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6795 76 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثني قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي بكر رضي الله عنه قال لوفد بزاخة: تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- والمهاجرين أمرا يعذرونكم به .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " حتى يري الله خليفة نبيه... " إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  ويحيى هو القطان ، وسفيان هو الثوري .

                                                                                                                                                                                  والحديث من [ ص: 281 ] أفراده، ولكنه أخرجه مختصرا.

                                                                                                                                                                                  قوله: (لوفد بزاخة ) ، الوفد - بفتح الواو وسكون الفاء - هم القوم يجتمعون ويردون البلاد، واحدهم وافد، وكذلك الذين يقصدون الأمراء لزيارة واسترفاد وانتجاع وغير ذلك، و" بزاخة " بضم الباء الموحدة وتخفيف الزاي وبالخاء المعجمة موضع بالبحرين أو ماء لبني أسد وغطفان ، كان فيها حرب للمسلمين في أيام الصديق رضي الله تعالى عنه، ووفد بزاخة ارتدوا ثم تابوا وأرسلوا وفدهم إلى الصديق يعتذرون إليه ، فأحب أبو بكر أن لا يقضي فيهم إلا بعد المشاورة في أمرهم، فقال لهم: ارجعوا واتبعوا أذناب الإبل في الصحاري حتى يري الله خليفة نبيه - إلى آخره، وذكر يعقوب بن محمد الزهري قال: حدثني إبراهيم بن سعد ، عن سفيان الثوري ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب قال: قدم وفد أهل بزاخة - وهم من طيئ - يسألونه الصلح، فقال أبو بكر : اختاروا إما الحرب المجلية وإما السلم المخزية! فقالوا: قد عرفنا الحرب، فما السلم المخزية؟ قال: ينزع منكم الكراع والحلقة وتدون قتلانا، وقتلاكم في النار، ويغنم ما أصبنا منكم وتردون إلينا ما أصبتم منا، وتتركون أقواما يتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة نبيه والمهاجرين أمرا يعذرونكم به .

                                                                                                                                                                                  فخطب أبو بكر الناس فذكر ما قال وقالوا: فقال عمر رضي الله تعالى عنه: قد رأيت، وسنشير عليك؛ أما ما ذكرت من أن ينزع منهم الكراع والحلقة فنعم ما رأيت، وأما ما ذكرت من أن تدون قتلانا ويكون قتلاكم في النار فإن قتلانا قاتلت على أمر الله وأجورها على الله فليس لها ديات. فتتابع الناس على قول عمر رضي الله تعالى عنه . قلت: الكراع اسم لجميع الخيل، والحلقة - بسكون اللام - السلاح عاما، قيل: هي الدروع خاصة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (من أن تدوا) بالدال المهملة؛ أي: تعطوا الدية.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية