الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3814 - nindex.php?page=hadith&LINKID=944615nindex.php?page=treesubj&link=18908 "الحريص الذي يطلب المكسبة من غير حلها" ؛ (طب)؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=105واثلة ؛ (ض) .
[ ص: 412 ] nindex.php?page=treesubj&link=18908 (الحريص) ؛ هو؛ (الذي يطلب المكسبة من غير حلها) ؛ فمن طلبها من وجه حل لا يسمى "حريصا"؛ بل "حازما"؛ "عاقلا"؛ فإن nindex.php?page=treesubj&link=26491_18479_24476_21873الله خص الإنسان بالقوى الثلاث ليسعى في المكاسب ؛ فإن فضيلة القوة الشهوية تطالبه بالمكاسب التي تنميه؛ وفضيلة القوة الغضبية تطالبه بالمجاهدات التي تحميه؛ وفضيلة القوة الفكرية تطالبه بالعلوم التي تهديه؛ فحقه أن يتأمل قوته؛ فيسعى بحسبها؛ فإذا كانت قوته لاكتساب المال؛ واكتسبه من وجه حل؛ لا يسمى "حريصا"؛ بل هو محمود على ذلك؛ إذ الفراغ يبطل الهيئات الإنسانية؛ وكل هيئة - بل كل عضو - ترك واستعماله؛ يبطل؛ كالعين إذا غمضت؛ واليد إذا عطلت؛ ولذلك وضعت الرياضة في كل شيء؛ ولما جعل الله للإنسان قوة التحريك؛ لم يجعل له رزقا إلا بسعي منه؛ لئلا تتعطل فائدة ما جعل له من قوة التحرك؛ وقد أفاد هذا الخبر أن الاعتبار في تناول الدنيا؛ والاستكثار منها؛ والاستقلال؛ والزهد فيها؛ والرغبة؛ ليس بتناول القليل؛ بل بتناولها من حيث ما يجب؛ ووضعها كما يجب؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي - كرم الله وجهه -: "لو أخذ رجل جميع ما في الأرض؛ وأراد به وجه الله؛ سمي "زاهدا"؛ ولو ترك جميع ما فيها؛ ولم يرد بتركه وجه الله؛ لم يسم "زاهدا"؛ ولا كان لله في ذلك عابدا؛ فليكن أخذك ما تأخذه؛ وتركك ما تتركه؛ لله؛ لا لغيره" .
(طب؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=105واثلة ) ؛ ابن الأسقع .