الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3815 - "الحزم سوء الظن" ؛ أبو الشيخ ؛ في الثواب؛ عن علي ؛ والقضاعي ؛ عن عبد الرحمن بن عائذ .

التالي السابق


(الحزم) ؛ قال الزمخشري : هو ضبط الأمر؛ وإتقانه؛ والحذر من قوته ؛ وقال الطيبي : ضبط الإنسان أموره؛ وأخذه بالتقية؛ (سوء الظن) ؛ بمن يخاف شره؛ يعني: لا تثقوا بكل أحد؛ فإنه أسلم؛ و"الحزم"؛ و"الحزامة": جودة الرأي في الحذر؛ قالوا: وذو الحجى والنهى يرجح جانب الحزم في كل شيء؛ لأن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه؛ وعليه معظم أساس قاعدة العارفين في معاملتهم للنفس الأمارة؛ ومعظم مكائد الحروب؛ قال الطيبي : ولو لم يكن للحازم سوى قوله (تعالى): من خشي الرحمن بالغيب ؛ لكفى؛ يعني: بلغ من حزمه أنه يخاف من هو واسع الرحمة جدا؛ فكيف خشيته من وصف بالقهارية.

( أبو الشيخ ؛ في الثواب؛ عن علي ) ؛ أمير المؤمنين ؛ ورواه عنه الديلمي أيضا؛ ( والقضاعي ) ؛ في مسند الشهاب؛ (عن عبد الرحمن بن عائذ ) ؛ بمثناة تحتية؛ ومعجمة؛ قال العامري في شرحه: صحيح؛ وأقول: فيه علي بن الحسن بن بندار ؛ قال الذهبي في ذيل الضعفاء: اتهمه ابن طاهر ؛ أي: بالوضع؛ وبقية؛ وقد مر ضعفه؛ والوليد بن كامل ؛ قال في الميزان: ضعفه أبو حاتم والأزدي ؛ وقال البخاري : عنده عجائب؛ وساق هذا الحديث منها.

(تنبيه) :

قد نظم بعضهم معنى هذا الحديث؛ فقال:


لا تترك الحزم في شيء تحاذره فإن سلمت فما في الحزم من باس العجز ذل وما في الحزم من ضرر
وأحزم الحزم سوء الظن بالناس



وقال بعضهم:


ولقد بلوت الناس في أحوالهم وحككت إبريز القلوب بميلق
فرأيت غشا في البواطن كامنا وظواهرا تبدو بحسن تملق
فقبضت كفي من تمني خيرهم ودعوت ربي بعدها لا نلتقي

وقال بعضهم:


ولقد بلوت الناس أطلب منهم أخا ثقة عند اشتداد الشدائد
فلم أر فيما جاءني غير شامت ولم أر فيما سرني غير حاسد

ولبعضهم:


وقد كان حسن الظن بعض مذاهبي فأدبني هذا الزمان وأهله



وقال الخرائطي :


احذر صديقك لا عدوك إنما جمهور سرك عند كل صديق



وقيل لمعاوية : ما بلغ من عقلك؟ قال: ما وثقت بأحد قط.




الخدمات العلمية