الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا محمد بن يحيى أخبرنا ) وفي نسخة أنبأنا ( محمد بن عبد الله الأنصاري ) أي ابن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري ، أخرج حديثه الستة ، والمسمى بهذا الاسم ثلاثة أكثرهم هذا وثانيهم اسم جده حفص ، وثالثهم اسم جده زياد ( قال حدثني أبي ) يعني عبد الله بن المثنى ، صدوق كثير الغلط أخرج حديثه البخاري والترمذي ، وابن ماجه ( عن ثمامة ) بضم المثلثة ابن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري أخرج حديثه الستة ( عن أنس بن مالك قال : كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ) لعل خبر كان محذوف ، ويؤيده رواية البخاري كان نقش الخاتم ثلاثة أسطر ( محمد سطر ) مبتدأ وخبر ( ورسول ) بالرفع بلا تنوين على الحكاية ، وجوز التنوين على الإعراب ; لأنه مبتدأ خبره ( سطر والله ) بالرفع والجر بناء على ما سبق ( سطر ) هذا حل الحنفي وضعفه العصام ، وقال : التقدير كان مدلول نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم نقش محمد ; لأنه يحتاج في تصحيح الحمل إلى القول ، فمحمد مرفوع على الحكاية ، خبر كان ، أو على أنه اسم كان هكذا ، والمقدم خبره ولا يخفى تكلفه بتعدد الأخبار أو بملاحظة الربط بعد العطف ، وكل هذا مستغنى عنه بالتقدير الأول ، فتأمل ، وتبعه ابن حجر لكن قصر في العبارة ، حيث قال محمد خبر كان على الحكاية أو اسمها ونقش هو الخبر ، فإنه بظاهره يخالف رواية الحديث ، وكذا قوله : أو نقشه نقش محمد مع أنه لا يصح حمله إلا بالتكليف السابق ، ثم قالا وقوله : سطر خبر مبتدأ محذوف ، أي هذا سطر ، والجملة معترضة ، وهكذا قوله : ورسول سطر ، والله سطره الثالث ، وعندي أن هذه الجمل كلها في موضع نصب على أنه خبر كان ، قال ميرك : ظاهره أنه لم يكن فيه زيادة على ذلك ، لكن أخرج أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم من رواية عرعرة عن عرزة بن ثابت ، عن ثمامة عن أنس قال : كان فص خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم حبشيا مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وعرعرة ضعفه ابن المديني ، فزيادة هذه شاذة ، وكذا ما رواه ابن سعد من مرسل ابن سيرين [ ص: 175 ] بزيادة " بسم الله محمد رسول الله " شاذة أيضا ، ولم يتابع عليه ، قال : وقد ورد من مرسل طاوس والحسن البصري وإبراهيم النخعي ، وسالم بن أبي الجعد ، وغيرهم ليس فيه زيادة على ( محمد رسول الله ) أقول على تقدير توثيقه ، لا شك أن زيادة الثقة مقبولة ، فيحمل هذا الحديث على الاقتصار ، وبيان ما به الامتياز من تخصيص اسمه ، أو يبنى على تعدد الخواتيم ، كما سبق بيانه ، وبه يحصل الجمع بين الروايات من غير طعن على أحد من الرواة ، ثم قال ميرك : وظاهره أيضا أنه كان على هذا الترتيب لكن كتابته على السياق العادي ، فإن ضرورة الختم به تقتضي أن تكون الأحرف المنقوشة مقلوبة ; ليخرج الختم مستويا ، وأما قول بعض الشيوخ أن كتابته كانت من أسفل إلى فوق ، يعني أن الجلالة في أعلى الأسطر الثلاثة ومحمد في أسفلها ، فلم أر التصريح بذلك في شيء من الأحاديث ، بل رواية الإسماعيلي تخالف ظاهرها ذلك ، فإنه قد قال فيها : محمد سطر ، والسطر الثاني رسول ، والسطر الثالث الله انتهى . وبهذا يتلاشى ما وقع في كلام العصام وابن حجر من المعارضة ، فتدبر . وقال : بعضهم يكره لغيره صلى الله عليه وسلم نقش اسم الله ، قال ابن حجر : أنه ضعيف أقول لكن له وجه وجيه لا يخفى وهو تعظيم اسمه تعالى من أن يمتهن ، ولو كان أحيانا ، كما قالوا بكراهة كتابة اسم الله على جدران المسجد وغيره ونقشه على حجارة القبور ، وغيرها .

التالي السابق


الخدمات العلمية