الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا نصر بن علي الجهضمي ) بفتح الجيم والضاد المعجمة نسبة إلى جهاضمة محلة بالبصرة ( أبو عمرو ) بالواو أخرج حديثه الستة ( قال أخبرنا نوح بن قيس ) بفتح قاف وسكون تحتية وبمهملة أي الحراني نسبة إلى حران ، بضم المهملة وتشديد الراء ، وهي قبيلة من الأزد وهو بصري صدوق ، لكن رمي بالتشييع ، أخرج حديثه مسلم والأربعة ( عن خالد بن قيس ) أي ابن رماح البصري أخرج حديثه مسلم والأربعة ( عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب ) أي أراد أن يكتب بقرينة الحديث السابق ( إلى كسرى ) بكسر الكاف وفتحها لقب ملوك الفرس ، ذكره الحنفي وفي المغرب كسرى بالفتح أفصح لكن في القاموس : كسرى ويفتح ملك الفرس معرب خسرواى واسع الملك ( وقيصر ) لقب ملك الروم ، كما أن فرعون لمن ملك مصر ، وتبع لمن ملك حمير واليمن ، وخاقان لكل من ملك الترك ، ولما جاء كتابه صلى الله عليه وسلم إلى كسرى مزقه ، فدعا عليه صلى الله عليه وسلم بتمزيق ملكه فمزق ، وإلى هرقل ملك الروم حفظه فحفظ ملكه ( والنجاشي ) تقدم ضبطه وهو [ ص: 176 ] لقب ملوك الحبشة ، وكتب صلى الله عليه وسلم إليه واسمه أصحمة يطلب إسلامه ، فأجابه وقد أسلم سنة ست ومات سنة تسع ، وصلى على جنازته حين كشفت له صلى الله عليه وسلم ، وأما النجاشي الذي بعده وكتب له صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام فلم يعرف له اسم ، ولا إسلام ، والكتابة لهذا وأنه غير أصحمة ، وصحح في مسلم عن قتادة وكتب لأصحمة كتابا ثانيا ليزوجه أم حبيبة رضي الله عنها ، وقد تقدم جوابه له صلى الله عليه وسلم وإهداؤه إليه بالخفين وغيرهما ، وقد صورنا صور بعض المكاتيب في شرح المشكاة ( فقيل : له إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم ) أي إلا مختوما بخاتم وسبق تعليله ( فصاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما ) أي أمر بصوغه لما تقدم من أن الصائغ كان يعلى بن أمية ، فالتركيب من قبيل : " بنى الأمير المدينة " في النسبة المجازية ( حلقته ) بفتح اللام ويسكن ( فضة ) فيه إشعار بأنه لم يكن فصه فضة ( ونقش فيه ) أي في الخاتم أي فصه ( محمد رسول الله ) ونقش ضبط مجهولا في النسخ المصححة ، والأصول المعتمدة ، وأما قول الحنفي روي معلوما ومجهولا فالله أعلم بصحته ، قال ميرك : كذا ضبط في أصل سماعنا بصيغة المجهول في هذا الكتاب ، وهو واضح ، وضبطنا في صحيح البخاري بصيغة المعروف على أن ضمير الفاعل راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والإسناد مجازي أي أمر بنقشه وعلى هذه الرواية قوله محمد رسول الله بالرفع أيضا على الحكاية .

التالي السابق


الخدمات العلمية