الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا ابن أبي عمر ) قيل : اسمه محمد بن يحيى بن أبي عمر منسوب إلى جده ، وقيل : إن أبا عمر كنية يحيى ( حدثنا سفيان بن عيينة عن وائل بن أبي داود ، عن أبيه بكر بن وائل ) بالهمز وفي نسخة عن أبيه ، وهو بكر بن وائل ( عن الزهري عن أنس بن مالك ، قال : أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية بتمر وسويق ) أي جعل طعام وليمته عليها من تمر وسويق ، وفي الصحيحين أولم عليها بحيس ، وهو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن ، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق كذا في النهاية ، وفي القاموس : الحيس الخلط ، وتمر يخلط بسمن وأقط ، فيعجن شديدا ثم يندر منه نواه ، وربما جعل فيه سويق ، قيل : الوليمة اسم لطعام العرس خاصة وهذا هو المشهور [ ص: 273 ] وهي مأخوذة من الولم ، وهو الجمع وزنا ومعنى ; لأن الزوجين يجتمعان .

ونقل عن الكشاف أن اسم الوليمة يقع على كل دعوة تتخذ لسرور خاص من نكاح ، وختان وغيرهما ، لكن استعمل عند الإطلاق في النكاح ، ويقيد في غيره ، فيقال وليمة الختان ، ونحو ذلك ، وصفية هذه بنت حيي بن أخطب اليهودي ، وهي من نسل هارون أخي موسى الكليم عليهما السلام ، وهي من أجمل نساء قومها ، كانت تحت كنانة بن أبي الحقيق ، فقتل يوم خيبر في المحرم سنة سبع ، ووقعت في السبي ، واصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه ، وكانت رأت قبل أن القمر سقط في حجرها ، فتأول بذلك ، قال الحاكم : وكذا جرى لجويرية أم المؤمنين ، وفي رواية وقعت في يد دحية الكلبي ، فاشتراها منه بسبعة أرؤس ، وأسلمت فأعتقها وتزوجها ، وماتت سنة خمسين ودفنت بالبقيع هذا .

ونقل القاضي اتفاق العلماء على وجوب الإجابة في وليمة العرس ، وقال : اختلفوا فيما سواها ، فقال مالك والجمهور : لا تجب الإجابة إليها ، وقال أهل الظاهر : تجب الإجابة إلى كل دعوة من عرس وغيره ، وبه قال بعض السلف ، لكن محله ما لم يكن هناك مانع شرعي أو عرفي ، وقال ابن حجر : الوليمة طعام يصنع عند عقد النكاح أو بعده ، وهي سنة مؤكدة ، والأفضل فعلها بعد الدخول اقتداء به صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية