الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإن حضر ) المدعو إلى وليمة أو نحوها ( وهو صائم صوما واجبا لم يفطر ) لقوله تعالى { ولا تبطلوا أعمالكم } ولأن الفطر محرم والأكل غير واجب وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليدع ، وإن كان مفطرا فليطعم } رواه أبو داود .

                                                                                                                      وفي رواية " فليصل " أي يدع ( ودعا ) للخبر ( وأخبرهم أنه صائم ) كما فعل ابن عمر لتزول عنه التهمة ترك في الأكل ( ثم انصرف وإن كان مفطرا استحب الأكل ) لأنه أبلغ في إكرام الداعي وجبر قلبه ، وإن أحب دعا وانصرف لقوله صلى الله عليه وسلم { إذا دعي أحدكم فليجب فإن شاء أكل وإن شاء ترك } قال في الشرح [ ص: 169 ] حديث صحيح .

                                                                                                                      ( وإن كان ) المدعو ( صائما تطوعا وفي تركه الأكل كسر قلب الداعي استحب له أن يفطر ) لأن في أكله إدخال السرور على قلب أخيه المسلم وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم كان في دعوة معه جماعة فاعتزل رجل من القوم ناحية فقال : إني صائم فقال النبي صلى الله عليه وسلم { دعاكم أخوكم وتكلف لكم كل يوما ثم صم يوما مكانه إن شئت } ( وإلا ) بأن لم يكن في تركه الأكل كسر قلب الداعي ( كان تمام الصوم أولى من الفطر ) هذا معنى ما جزم به في الرعاية الصغرى والوجيز وهو ظاهر تعليل الموفق والشارح .

                                                                                                                      ( قال الشيخ : وهو أعدل الأقوال .

                                                                                                                      وقال : ولا ينبغي لصاحب الدعوة الإلحاح في الطعام ) أي الأكل ( للمدعو إذا امتنع ) من الفطر في التطوع أو الأكل إن كان مفطرا ( فإن كلا الأمرين جائز وإذا ألزمه بما لا يلزمه كان من نوع المسألة المنهي عنها ولا يحلف عليه ) إن كان صائما ليفطر ( ولا ) يحلف عليه إن لم يكن صائما ( ليأكل ولا ينبغي للمدعو إذا رأى أنه يترتب على امتناعه ) من الأكل أو الفطر في النفل ( مفاسد أن يمتنع فإن فطره جائز انتهى ) .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية