الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3239 82 - حدثنا محمد، حدثنا سهل بن يوسف قال: سمعت العوام، عن مجاهد قال: قلت لابن عباس: أنسجد في (ص)؟ فقرأ: ومن ذريته داود وسليمان حتى أتى: فبهداهم اقتده، فقال: نبيكم -صلى الله عليه وسلم- ممن أمر أن يقتدي بهم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " ومن ذريته داود ومحمد شيخه هو ابن سلام، كذا جزم به بعضهم، وقال الكرماني: هو إما محمد بن سلام وإما ابن المثنى وإما ابن بشار على ما اختلفوا فيه، انتهى. وقيل: يقال إنه أبو موسى الزمن وهو محمد ابن المثنى البصري وسهل بن يوسف أبو عبد الله الأنماطي البصري والعوام - بفتح العين المهملة وتشديد الواو - ابن حوشب.

                                                                                                                                                                                  والحديث [ ص: 11 ] أخرجه البخاري أيضا في التفسير عن محمد بن عبد الله، وعن بندار عن غندر عن شعبة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أنسجد) بهمزة الاستفهام وبنون المتكلم مع الغير، وفي رواية المستملي والكشميهني " أأسجد " بهمزتين؛ الأولى للاستفهام، والثانية للمتكلم وحده.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فقرأ)؛ أي: ابن عباس قوله تعالى: ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وقرأ بعده خمس آيات أخرى، حتى قرأ بعدها: أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين

                                                                                                                                                                                  قوله: (فقال نبيكم)؛ أي: فقال ابن عباس، وفي بعض الروايات: فقال ابن عباس.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ممن أمر) على صيغة المجهول.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أن يقتدي بهم)؛ أي: بهؤلاء الرسل المذكورين في هذه الآيات المذكورة، وهم سبعة عشر نبيا.

                                                                                                                                                                                  قوله: ومن ذريته أي: ومن ذرية نوح عليه الصلاة والسلام؛ لأن قبله: ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وإنما قلنا: الضمير يرجع إلى نوح لأنه أقرب المذكورين، وهو اختيار ابن جرير أيضا، وقال آخرون: إن الضمير يرجع إلى إبراهيم عليه السلام لأنه الذي سيق الكلام من أجله، لكن يشكل على هذا ذكر لوط عليه السلام فإنه ليس من ذرية إبراهيم عليه السلام، بل هو ابن أخيه هاران بن آزر، اللهم إلا أن يقال: إنه دخل في الذرية تغليبا.

                                                                                                                                                                                  وفي ذكر عيسى عليه السلام في ذرية إبراهيم أو نوح على القول الآخر دلالة على دخول ولد البنات في ذرية الرجل؛ لأن عيسى عليه السلام إنما ينسب إلى إبراهيم عليه السلام بأمه مريم عليها السلام، فإنه لا أب له.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية