الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3421 [ ص: 150 ] 121 - حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له. فأماته الله، فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا، فألقوه فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه خارج القبر، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث ظهرت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في لفظ الأرض إياه مرات؛ لأنه لما ارتد عاقبه الله تعالى بذلك لتقوم الحجة على من يراه، ويدل على صدق الشارع. وأبو معمر بفتح الميمين اسمه عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري المقعد البصري، وعبد الوارث بن سعيد البصري وعبد العزيز بن صهيب أبو حمزة البصري، وهؤلاء كلهم بصريون، والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: " نصرانيا " منصوب على أنه خبر كان، ويروى نصراني بالرفع على أن كان تامة ولم يدر اسمه، لكن في رواية مسلم من طريق ثابت عن أنس: كان منا رجل من بني النجار. قوله: " فعاد نصرانيا " في رواية ثابت: فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب فرفعوه. قوله: " فكان يقول " أي: فكان هذا النصراني يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، وفي رواية الإسماعيلي كان يقول: ما أرى يحسن محمد إلا ما كنت أكتب له، وروى ابن حبان عن أبي هريرة نحوه. قوله: " فأماته الله " وفي رواية ثابت: " فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم ". قوله: " وقد لفظته الأرض " أي: رمته من القبر إلى الخارج، ولفظته بكسر الفاء وبفتحها، وقال القزاز في جامعه: كل ما طرحته من يدك فقد لفظته ولا يقال بكسر الفاء، وإنما يقال بالفتح.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية