الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5851 226 - حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: إن كانت أحب أسماء علي - رضي الله عنه - إليه لأبو تراب، وإن كان ليفرح أن يدعى بها، وما سماه أبو تراب إلا النبي صلى الله عليه وسلم؛ غاضب يوما فاطمة، فخرج فاضطجع إلى الجدار إلى المسجد، فجاءه النبي - صلى الله عليه وسلم - يتبعه، فقال: هو ذا مضطجع في الجدار، فجاءه النبي - صلى الله عليه وسلم - وامتلأ ظهره ترابا، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح التراب عن ظهره، ويقول: اجلس يا أبا تراب.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في آخر الحديث. وخالد بن مخلد، بفتح الميم واللام وسكون الخاء المعجمة، البجلي الكوفي. وسليمان هو ابن بلال أبو أيوب القرشي التيمي. وأبو حازم، بالحاء المهملة والزاي، سلمة بن دينار الأعرج. وسهل بن سعد الساعدي الأنصاري، والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وأبو حازم عن سهل" وفي رواية الإسماعيلي: " سمعت سهل بن سعد" من طريق شيخ البخاري. قوله: " إن كانت"؛ كلمة "إن" مخففة من الثقيلة، ولفظ "كانت" زائدة؛ كقوله: وجيران لنا –كانوا- كرام .

                                                                                                                                                                                  قوله: " أحب" منصوب بأنه اسم "إن" وإن كانت مخففة; لأن تخفيفها لا يوجب إلغاءها. وقال ابن التين: أنث "كانت" على تأنيث الأسماء؛ مثل وجاءت كل نفس . قوله: " لأبو تراب" اللام فيه للتأكيد، وهو خبر "إن". قوله: " وإن كان ليفرح"؛ "إن" هذه أيضا مخففة، والضمير في "كان" يرجع إلى علي رضي الله تعالى عنه، واللام في "ليفرح" للتأكيد. قوله: " أن يدعى" بضم الياء آخر الحروف وسكون الدال، وهكذا رواية الأكثرين، وفي رواية أبي الوقت: "يدعاها"، وفي النسفي، والمستملي، والسرخسي: "ندعوا" بنون المتكلم. قوله: " بها"؛ أي: بلفظة أبي تراب، ومعناها: نذكرها. قوله: " وما سماه أبو تراب" هكذا في الأصول، قال ابن التين: الصواب أبا تراب، قيل: الذي في الأصول ليس بخطأ، بل هو على سبيل الحكاية، وقد وقع في بعض النسخ أيضا: "أبا تراب". قوله: " غاضب يوما"؛ أي: غاضب علي في يوم فاطمة، وقد وقع بين أهل الفضل وبين أزواجهم ما جبلهم الله عليهم من الغضب. قوله: " فخرج"؛ أي: علي خرج من البيت خشية أن يبدو منه في حالة الغيظ ما لا يليق بجناب فاطمة رضي الله تعالى عنها، فحسم مادة الكلام بذلك، إلى أن تسكن فورة الغضب من كل منهما.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فاضطجع إلى الجدار إلى المسجد" هكذا في رواية النسفي، وفي رواية الكشميهني: "إلى جدار المسجد"، وعنه: "في جدار المسجد". قوله: " يتبعه" بتشديد التاء المثناة من فوق، من الاتباع، ويروى من الثلاثي، وفي رواية الكشميهني: "يبتغيه" من الابتغاء وهو الطلب. قوله: " وامتلأ ظهره"؛ الواو فيه للحال. قوله: " اجلس" هو المستعمل؛ قال الخليل: يقال لمن كان قائما: اقعد، ولمن كان نائما أو ساجدا: اجلس، ورد عليه ابن دحية بحديث الموطأ في الحلقة حيث قال للقائم: اجلس.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية