الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5949 وقال قتادة: توبوا إلى الله توبة نصوحا: الصادقة الناصحة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا التعليق وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة، وفسر قتادة التوبة النصوح بالصادقة الناصحة، وقال صاحب [ ص: 280 ] (العين) التوبة النصوح الصادقة، وقيل: سميت بذلك; لأن العبد ينصح فيها نفسه ويقيها النار، وأصل "نصوحا": منصوحا فيها، إلا أنه أخبر عنها باسم الفاعل للنصح، على ما ذكره سيبويه عن الخليل في قوله: عيشة راضية أي: ذات رضى، وكذلك توبة نصوحا؛ أي: ينصح فيها، وقال أبو إسحاق: بالغة في النصح، وهي الخياطة، كأن العصيان يخرق والتوبة ترقع، والنصاح، بالكسر، الخيط الذي يخاط به، والناصح الخياط، والنصيحة الاسم، والنصح، بالضم، المصدر، وهو بمعنى الإخلاص والخلوص والصدق، وقال الأصمعي: الناصح الخالص من العسل وغيره مثل الناصع، وكل شيء خلص فقد نصح، قال الجوهري: نصحتك نصحا ونصاحة، يقال: نصحه ونصح له، وهو باللام أفصح؛ قال الله تعالى وأنصح لكم ورجل ناصح الجيب؛ أي: نقي القلب، وانتصح فلان، أي: قبل النصيحة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية