الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4251 - " الدجال أعور العين اليسرى ؛ جفال الشعر؛ معه جنة؛ ونار؛ فناره جنة؛ وجنته نار"؛ (حم م هـ)؛ عن حذيفة ؛ (صح) .

التالي السابق


( الدجال أعور العين اليسرى) ؛ وفي رواية: "أعور العين اليسرى" ؛ من إضافة الموصوف إلى صفته؛ وفي رواية للبخاري : "أعور العين اليمنى" ؛ والله - سبحانه - منزه عن العور؛ وعن كل آفة؛ فإذا ادعى الربوبية؛ ولبس عليهم بأشياء ليست في البشر؛ فإنه لا يقدر على إزالة العور الذي يسجل عليه بالبشرية؛ ذكره الزمخشري ؛ وما ذكر من أنه أعور اليسرى؛ لا يعارضه ما ذكر من أنه أعور اليمنى؛ لأنهما معيبتان؛ إحداهما طافية؛ لا ضوء فيها؛ والأخرى ناتئة كحبة عنب؛ (جفال الشعر) ؛ [ ص: 539 ] بضم الجيم؛ وتخفيف الفاء؛ أي: كثير؛ وإذا خرج يخرج؛ ( معه جنة ونار؛ فناره جنة؛ وجنته نار ) ؛ أي: من أدخله الدجال ناره بتكذيبه إياه؛ تكون تلك النار سببا لدخوله الجنة في الآخرة؛ ومن أدخله جنته بتصديقه إياه؛ تكون تلك الجنة سببا لدخوله النار في الآخرة؛ وزاد في رواية - بعد قوله: "وجنته نار"-: "فمن ابتلي بناره فليستغث بالله؛ وليقرأ فواتح الكهف؛ فتكون عليه بردا وسلاما" ؛ وفي رواية: "وإنه يجيء معه مثل الجنة؛ والنار؛ فالتي يقول: إنها الجنة؛ هي النار" ؛ وفي رواية: "معه صورة الجنة خضراء؛ يجري فيها الماء؛ وصورة النار سوداء؛ تدخن" ؛ وقيل: هذا يرجع إلى اختلاف المرئي بالنسبة إلى الرائي؛ أو يكون الدجال ساحرا؛ فيجعل الشيء بصورة عكسه؛ وقيل غير ذلك.

(حم م هـ؛ عن حذيفة ) ؛ ابن اليمان ؛ قال الديلمي : وفي الباب ابن عمر وغيره.




الخدمات العلمية