الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2489 ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فذهب قوم إلى هذا، فقالوا: لا بأس أن يصلي المسافر الوتر على راحلته كما يصلي سائر التطوع، واحتجوا في ذلك بهذه الآثار المروية عن رسول الله - عليه السلام - وبفعل ابن عمر - رضي الله عنهما - من بعده.

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بالقوم هؤلاء: عطاء بن أبي رباح والحسن البصري وسالم بن عبد الله ونافعا مولى ابن عمر ومالكا والشافعي وأحمد وإسحاق ; فإنهم جوزوا للمسافر أن يصلي الوتر على راحلته واحتجوا في ذلك بالأحاديث المذكورة وبفعل عبد الله بن عمر من بعد النبي - عليه السلام -.

                                                وقال أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن عجلان ، عن نافع ، عن ابن عمر : " أنه صلى على راحلته فأوتر عليها ، وقال: كان النبي - عليه السلام - يوتر على راحلته".

                                                [ ص: 416 ] ويروى ذلك أيضا عن علي وابن عباس - رضي الله عنهم -.

                                                وكان مالك يقول: لا يصلى على الراحلة إلا في سفر تقصر فيه الصلاة.

                                                وقال الأوزاعي والشافعي : قصير السفر وطويله في ذلك سواء، يصلي على راحلته.

                                                وقال ابن حزم في "المحلى": ويوتر المرء قائما وقاعدا لغير عذر إن شاء وعلى دابته.




                                                الخدمات العلمية