الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2562 ص: واحتجوا في ذلك بما حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13529حسين بن نصر، قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، قال: أنا nindex.php?page=showalam&ids=15238المسعودي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15939زياد بن علاقة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=690246 "صلى بنا رسول الله - عليه السلام - فسها فنهض في الركعتين، فسبحنا به، فمضى، nindex.php?page=treesubj&link=1872_1866فلما أتم الصلاة وسلم سجد سجدتي السهو".
حدثنا علي بن شيبة، قال: ثنا يزيد ... فذكر بإسناده مثله.
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15551أبو بكرة ، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15238المسعودي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15939زياد بن علاقة قال: "أمنا nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة . . . " فذكر نحوه.
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15551أبو بكرة ، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15555بكر بن بكار، قال: ثنا علي بن مالك الرؤاسي من أنفسهم، قال: سمعت عامرا يحدث: nindex.php?page=hadith&LINKID=73098 "أن المغيرة nindex.php?page=treesubj&link=1871_1866سها في السجدتين الأولين، فسبح به، فاستتم قائما حتى صلى أربعا، ثم سجد سجدتي السهو وقال: هكذا فعل رسول الله - عليه السلام -".
حدثنا مبشر، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=14797أبو عامر ، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن جابر بن قيس بن أبي حازم ، عن المغيرة . . . مثله.
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13529حسين بن نصر، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة بن سوار، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16833قيس بن الربيع ، عن المغيرة بن شبيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=662703 "صلى بنا nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة ، فقام في الركعتين فسبح الناس خلفه، فأشار إليهم أن قوموا، فلما قضى صلاته سلم وسجد سجدتي السهو، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=treesubj&link=24103_1882_1866إذا استتم أحدكم قائما فليصل وليسجد سجدتي السهو، وإن لم يستتم قائما فليجلس ولا سهو عليه".
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12391ابن مرزوق، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=14797أبو عامر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان ، عن المغيرة بن شبيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=698305 "صلى بنا nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة فقام من [ ص: 490 ] الركعتين قائما، فقلنا: سبحان الله، فأومأ وقال: سبحان الله، فمضى، فلما قضى صلاته وسلم سجد سجدتين وهو جالس، ثم قال: صلى بنا رسول الله - عليه السلام - فاستوى قائما من جلوسه فمضى في صلاته، فلما قضى صلاته سجد سجدتين وهو جالس، ثم قال: إذا صلى أحدكم فقام من الجلوس فإن لم يستتم قائما فليجلس وليس عليه سجدتان، فإن استوى قائما فليمض في صلاته وليسجد سجدتين وهو جالس".
فهذا المغيرة - رضي الله عنه - يحكي عن رسول الله - عليه السلام - أنه سجد للسهو لما نقصه من صلاته بعد السلام، وهذه الأحاديث قد تحتمل وجوها، فقد يجوز أن يكون ما ذكرنا من حديث ابن بحينة nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية من سجود رسول الله - عليه السلام - للسهو قبل السلام على كل سهو وجب في الصلاة من نقصان أو زيادة، ويجوز أن يكون ما في حديث المغيرة من سجود رسول الله - عليه السلام - بعد السلام على كل سهو أيضا يكون في الصلاة يجب له السجود من نقصان أو زيادة، ويجوز أن يكون ما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=40عمران nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر - رضي الله عنهم - من سجود النبي - عليه السلام - لما زاده في الصلاة ساهيا يكون كذلك كل سجود وجب لسهو فهناك يسجد، ولا يكون قصد بذلك إلى التفرقة بين السجود للزيادة وبين السجود للنقصان، ويجوز أن يكون قد قصد بذلك إلى التفرقة بينهما.
فنظرنا في ذلك فوجدنا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد حضر سجود سهو النبي - عليه السلام - في يوم ذي اليدين للزيادة كان زادها في صلاته من تسليمه فيها، وكان سجوده ذلك بعد السلام، فوجدناه قد سجد بعد النبي - عليه السلام - لنقصان كان منه في الصلاة بعد السلام.
حدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=13786عبد الرحمن بن زياد ، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، قال: ثنا عكرمة بن عمار اليمامي ، عن ضمضم بن جوس الحنفي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=4755عبد الله بن حنظلة بن الراهب: "أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - صلى صلاة المغرب فلم [ ص: 491 ] يقرأ في الركعة الأولى شيئا فلما كانت الثالثة قرأ فيها بفاتحة الكتاب وسورة مرتين، فلما سلم سجد سجدتي السهو".
فصار سجود رسول الله - عليه السلام - الذي قد علمه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - للزيادة التي كان زادها في صلاته، وسجوده لها بعد السلام، دليلا عنده على أن حكم كل سهو في الصلاة مثله.
ش: أي احتج هؤلاء الآخرون فيما ذهبوا إليه بحديث nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - ; فإنه يحكي في حديثه عن رسول الله - عليه السلام - أنه nindex.php?page=treesubj&link=1872_1873_32805سجد للسهو لأجل نقصانه من صلاته بعد السلام، ولما لم يتم الاستدلال بهذا لكونه صريحا في أن سجود السهو بعد السلام لأجل النقصان، ومذهب هؤلاء أنه بعد السلام مطلقا، أشار إلى تمام الاستدلال لمذهبهم مع بيان التوفيق بين أحاديث هذا الباب حيث قال: وهذه الأحاديث قد تحتمل وجوها، وأراد بها الأحاديث المذكورة في هذا الباب وغيره، وهي أحاديث: عبد الله بن بحينة ، nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية بن أبي سفيان ، nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة بن شعبة ، nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران بن الحصين ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري ، nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ، وثوبان مولى النبي - عليه السلام -، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=27وعقبة بن عامر ، وعبد الله بن جعفر ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ، والمنذر بن عمرو ، وعمر بن عبيد الله بن أبي الرقاد ، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة - رضي الله عنهم -.
ولكن nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ما ذكر في تصحيح معاني هذه الأحاديث إلا أحاديث ابن بحينة nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة وعمران nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر - رضي الله عنهم - حيث قال: فقد يجوز أن يكون ما ذكرنا في حديث ابن بحينة ... إلى آخره.
بيانه: أن حديث عبد الله بن بحينة وحديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان يحتمل أن يكون يصرفه على كل سهو وجب في الصلاة من نقصان أو زيادة، وكذلك يجوز [ ص: 492 ] أن ما في حديث المغيرة من سجود رسول الله - عليه السلام - على كل سهو أيضا سواء كان لنقصان أو زيادة، وكذلك يجوز أن يكون ما في أحاديث nindex.php?page=showalam&ids=40عمران nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر - رضي الله عنهم - من سجوده لأجل زيادته في صلاته ساهيا على كل سجود وجب للسهو فيسجد هناك، ولا يقصد بذلك التفرقة بين السجود للزيادة وبين السجود للنقصان، ويحتمل أيضا أن يكون قد قصد بذلك إلى التفرقة بينهما، ولكن رأينا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد حضر سجود سهو النبي - عليه السلام - في يوم ذي اليدين، وكان ذلك لأجل الزيادة التي زادها في صلاته وهي تسليمه فيها، وكان سجوده ذلك بعد السلام، ثم رأينا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد سجد بعد النبي - عليه السلام - لأجل نقصان كان منه في الصلاة بعد السلام، فدل ذلك أن سجود رسول الله - عليه السلام - بعد السلام الذي قد كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - علمه لأجل الزيادة التي كان زادها في صلاته على حكم كل سهو في الصلاة سواء كان للزيادة أو للنقصان، والله أعلم.
وأخرج الأثر المذكور بإسناد حسن جيد، عن سليمان بن شعيب الكيساني ، عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي وثقه nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم وغيره، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة بن الحجاج ، عن عكرمة بن عمار العجلي اليمامي روى له الجماعة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مستشهدا، عن ضمضم بن جوس -بالجيم المفتوحة والواو الساكنة والسين المهملة- وثقه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان وروى له الأربعة- عن nindex.php?page=showalam&ids=4755عبد الله بن حنظلة بن الراهب أبي عبد الرحمن المدني، له رؤية من النبي - عليه السلام -، وأبوه nindex.php?page=showalam&ids=15776حنظلة غسيل الملائكة غسلته يوم أحد ; لأنه قتل وهو جنب.
فهذا الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من تصحيح معاني الآثار فنقول: أما حديث ابن بحينة nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية فإنهما وإن كانا قد صرحا بأنه قد سجد للسهو قبل السلام ولكن حديث nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة يعارض حديثهما ; لأنه يدل على أنه - عليه السلام - قد سجد للسهو بعد السلام، فكل واحد من أحاديث هؤلاء يجوز أن يكون على [ ص: 493 ] سهو وجب في الصلاة من نقصان أو زيادة، فصارت رواية الفعل متعارضة، فبقي لنا رواية القول سالمة من التعارض وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان - رضي الله عنه -.
قال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود : ثنا عمرو بن عثمان والربيع بن نافع nindex.php?page=showalam&ids=16544وعثمان بن أبي شيبة وشجاع بن مخلد -بمعنى الإسناد- أن ابن عياش حدثهم، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي ، عن زهير -يعني: ابن سالم العنسي - عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير -قال عمرو وحده-: عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان ، عن النبي - عليه السلام - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=672797nindex.php?page=treesubj&link=1872_1885_1873 "لكل سهو سجدتان بعد ما يسلم".
ولم يذكر عن أبيه غير عمرو .
واستدل صاحب "الهداية" من أصحابنا بهذا الحديث في قوله: يسجد للسهو للزيادة والنقصان سجدتين بعد السلام ثم يتشهد ثم يسلم.
فإن قيل: ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي هذا الحديث ثم قال: إسناده فيه ضعف.
قلت: سكوت nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود يدل على أن أقل أحواله أن يكون حسنا عنده على ما عرف، وليس في إسناده من تكلم فيه سوى ابن عياش ، وبه علل nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي الحديث في كتاب "المعرفة" فقال: تفرد به nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش وليس بالقوي.
[ ص: 494 ] قلنا: هذه العلة ضعيفة فإن ابن عياش روى هذا الحديث عن شامي وهو عبيد الله الكلاعي، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في باب: "ترك الوضوء من الدم": ما روى ابن عياش عن الشاميين صحيح.
فلا ندري من أين حصل الضعف لهذا الإسناد.
ثم معنى قوله: "لكل سهو سجدتان" أي سواء كان من زيادة أو نقص كقولهم: لكل ذنب توبة، وحمله على هذا أولى من حمله على أنه كلما تكرر السهو ولو في صلاة واحدة لكل سهو سجدتان كما فهمه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي حتى لا تتضاد الأحاديث، وأيضا فقد جاء هذا التأويل مصرحا به في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - عليه السلام -: nindex.php?page=hadith&LINKID=885638 "سجدتا السهو تجزئان عن كل زيادة ونقصان".
ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في باب: "من كثر عليه السهو"، على أن nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي فهم من هذا اللفظ أيضا ما فهمه في هذا الباب، وبهذا لا يظهر لك أنه لا اختلاف بين حديث nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان وبين حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وعمران وغيرهما.
فإن قيل: روايات القول أيضا متعارضة، ألا ترى إلى ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله - عليه السلام - أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=672790 "إذا كنت في صلاة فشككت في ثلاث وأربع وأكبر ظنك على أربع ; تشهدت ثم سجدت سجدتين وأنت جالس قبل أن تسلم، ثم تشهدت أيضا، ثم تسلم".
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود .
قلت: لا يضر ما ذكرت ; لأن هذا الخلاف في الأولوية فللمصلي أن يختار أي قول شاء ; لأن الأحاديث صحت في الأقوال والأفعال جميعا، على أن صاحب "البدائع" قد ذكر أن ما رواه الخصم من أنه سجد للسهو قبل السلام مجمل، [ ص: 495 ] يحتمل أنه سجد قبل السلام الأول ويحتمل أنه سجد قبل السلام الثاني، وما رويناه نحن محكم، فينصرف ما رواه إلى موافقة المحكم، وهو أنه سجد قبل السلام الأول وبعد السلام الأول ; ردا للمحتمل إلى المحكم.
قلت: حديث nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود هذا رواه عنه ابنه nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة ، وقد قالوا: إنه لم يسمع من أبيه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود عقيب ذكره هذا الحديث: وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد عن nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف ولم يرفعه.
ووافق nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد أيضا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان nindex.php?page=showalam&ids=16101وشريك nindex.php?page=showalam&ids=12424وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن الحديث ولم يسندوه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : هذا الحديث غير قوي واختلفوا في رفعه ومتنه.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين : فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي في الباب الذي يلي هذا الباب على ما يأتي إن شاء الله تعالى.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي على ما مر.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر : فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وقد ذكرناه فيما مضى.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري : فقد ذكر في الباب الذي قبله.
وأما حديث عبد الله .
ش: أي احتج هؤلاء الآخرون فيما ذهبوا إليه بحديث nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - ; فإنه يحكي في حديثه عن رسول الله - عليه السلام - أنه nindex.php?page=treesubj&link=1872_1873_32805سجد للسهو لأجل نقصانه من صلاته بعد السلام، ولما لم يتم الاستدلال بهذا لكونه صريحا في أن سجود السهو بعد السلام لأجل النقصان، ومذهب هؤلاء أنه بعد السلام مطلقا، أشار إلى تمام الاستدلال لمذهبهم مع بيان التوفيق بين أحاديث هذا الباب حيث قال: وهذه الأحاديث قد تحتمل وجوها، وأراد بها الأحاديث المذكورة في هذا الباب وغيره، وهي أحاديث: عبد الله بن بحينة ، nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية بن أبي سفيان ، nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة بن شعبة ، nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران بن الحصين ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري ، nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ، وثوبان مولى النبي - عليه السلام -، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=27وعقبة بن عامر ، وعبد الله بن جعفر ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ، والمنذر بن عمرو ، وعمر بن عبيد الله بن أبي الرقاد ، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة - رضي الله عنهم -.
ولكن nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ما ذكر في تصحيح معاني هذه الأحاديث إلا أحاديث ابن بحينة nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة وعمران nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر - رضي الله عنهم - حيث قال: فقد يجوز أن يكون ما ذكرنا في حديث ابن بحينة ... إلى آخره.
بيانه: أن حديث عبد الله بن بحينة وحديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان يحتمل أن يكون يصرفه على كل سهو وجب في الصلاة من نقصان أو زيادة، وكذلك يجوز [ ص: 492 ] أن ما في حديث المغيرة من سجود رسول الله - عليه السلام - على كل سهو أيضا سواء كان لنقصان أو زيادة، وكذلك يجوز أن يكون ما في أحاديث nindex.php?page=showalam&ids=40عمران nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر - رضي الله عنهم - من سجوده لأجل زيادته في صلاته ساهيا على كل سجود وجب للسهو فيسجد هناك، ولا يقصد بذلك التفرقة بين السجود للزيادة وبين السجود للنقصان، ويحتمل أيضا أن يكون قد قصد بذلك إلى التفرقة بينهما، ولكن رأينا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد حضر سجود سهو النبي - عليه السلام - في يوم ذي اليدين، وكان ذلك لأجل الزيادة التي زادها في صلاته وهي تسليمه فيها، وكان سجوده ذلك بعد السلام، ثم رأينا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد سجد بعد النبي - عليه السلام - لأجل نقصان كان منه في الصلاة بعد السلام، فدل ذلك أن سجود رسول الله - عليه السلام - بعد السلام الذي قد كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - علمه لأجل الزيادة التي كان زادها في صلاته على حكم كل سهو في الصلاة سواء كان للزيادة أو للنقصان، والله أعلم.
وأخرج الأثر المذكور بإسناد حسن جيد، عن سليمان بن شعيب الكيساني ، عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي وثقه nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم وغيره، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة بن الحجاج ، عن عكرمة بن عمار العجلي اليمامي روى له الجماعة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مستشهدا، عن ضمضم بن جوس -بالجيم المفتوحة والواو الساكنة والسين المهملة- وثقه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان وروى له الأربعة- عن nindex.php?page=showalam&ids=4755عبد الله بن حنظلة بن الراهب أبي عبد الرحمن المدني، له رؤية من النبي - عليه السلام -، وأبوه nindex.php?page=showalam&ids=15776حنظلة غسيل الملائكة غسلته يوم أحد ; لأنه قتل وهو جنب.
فهذا الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من تصحيح معاني الآثار فنقول: أما حديث ابن بحينة nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية فإنهما وإن كانا قد صرحا بأنه قد سجد للسهو قبل السلام ولكن حديث nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة يعارض حديثهما ; لأنه يدل على أنه - عليه السلام - قد سجد للسهو بعد السلام، فكل واحد من أحاديث هؤلاء يجوز أن يكون على [ ص: 493 ] سهو وجب في الصلاة من نقصان أو زيادة، فصارت رواية الفعل متعارضة، فبقي لنا رواية القول سالمة من التعارض وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان - رضي الله عنه -.
قال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود : ثنا عمرو بن عثمان والربيع بن نافع nindex.php?page=showalam&ids=16544وعثمان بن أبي شيبة وشجاع بن مخلد -بمعنى الإسناد- أن ابن عياش حدثهم، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي ، عن زهير -يعني: ابن سالم العنسي - عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير -قال عمرو وحده-: عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان ، عن النبي - عليه السلام - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=672797nindex.php?page=treesubj&link=1872_1885_1873 "لكل سهو سجدتان بعد ما يسلم".
ولم يذكر عن أبيه غير عمرو .
واستدل صاحب "الهداية" من أصحابنا بهذا الحديث في قوله: يسجد للسهو للزيادة والنقصان سجدتين بعد السلام ثم يتشهد ثم يسلم.
فإن قيل: ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي هذا الحديث ثم قال: إسناده فيه ضعف.
قلت: سكوت nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود يدل على أن أقل أحواله أن يكون حسنا عنده على ما عرف، وليس في إسناده من تكلم فيه سوى ابن عياش ، وبه علل nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي الحديث في كتاب "المعرفة" فقال: تفرد به nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش وليس بالقوي.
[ ص: 494 ] قلنا: هذه العلة ضعيفة فإن ابن عياش روى هذا الحديث عن شامي وهو عبيد الله الكلاعي، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في باب: "ترك الوضوء من الدم": ما روى ابن عياش عن الشاميين صحيح.
فلا ندري من أين حصل الضعف لهذا الإسناد.
ثم معنى قوله: "لكل سهو سجدتان" أي سواء كان من زيادة أو نقص كقولهم: لكل ذنب توبة، وحمله على هذا أولى من حمله على أنه كلما تكرر السهو ولو في صلاة واحدة لكل سهو سجدتان كما فهمه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي حتى لا تتضاد الأحاديث، وأيضا فقد جاء هذا التأويل مصرحا به في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - عليه السلام -: nindex.php?page=hadith&LINKID=885638 "سجدتا السهو تجزئان عن كل زيادة ونقصان".
ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في باب: "من كثر عليه السهو"، على أن nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي فهم من هذا اللفظ أيضا ما فهمه في هذا الباب، وبهذا لا يظهر لك أنه لا اختلاف بين حديث nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان وبين حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وعمران وغيرهما.
فإن قيل: روايات القول أيضا متعارضة، ألا ترى إلى ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله - عليه السلام - أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=672790 "إذا كنت في صلاة فشككت في ثلاث وأربع وأكبر ظنك على أربع ; تشهدت ثم سجدت سجدتين وأنت جالس قبل أن تسلم، ثم تشهدت أيضا، ثم تسلم".
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود .
قلت: لا يضر ما ذكرت ; لأن هذا الخلاف في الأولوية فللمصلي أن يختار أي قول شاء ; لأن الأحاديث صحت في الأقوال والأفعال جميعا، على أن صاحب "البدائع" قد ذكر أن ما رواه الخصم من أنه سجد للسهو قبل السلام مجمل، [ ص: 495 ] يحتمل أنه سجد قبل السلام الأول ويحتمل أنه سجد قبل السلام الثاني، وما رويناه نحن محكم، فينصرف ما رواه إلى موافقة المحكم، وهو أنه سجد قبل السلام الأول وبعد السلام الأول ; ردا للمحتمل إلى المحكم.
قلت: حديث nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود هذا رواه عنه ابنه nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة ، وقد قالوا: إنه لم يسمع من أبيه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود عقيب ذكره هذا الحديث: وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد عن nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف ولم يرفعه.
ووافق nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد أيضا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان nindex.php?page=showalam&ids=16101وشريك nindex.php?page=showalam&ids=12424وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن الحديث ولم يسندوه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : هذا الحديث غير قوي واختلفوا في رفعه ومتنه.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين : فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي في الباب الذي يلي هذا الباب على ما يأتي إن شاء الله تعالى.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي على ما مر.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر : فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وقد ذكرناه فيما مضى.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري : فقد ذكر في الباب الذي قبله.