الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12257 5625 - (12668) - (3\163) عن أنس: أن نفرا من عكل وعرينة تكلموا بالإسلام، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروه أنهم أهل ريف، ولم يكونوا أهل ريف، وشكوا حمى المدينة، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود، وأمر لهم براع، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا، فكانوا في ناحية الحرة، فكفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساقوا الذود، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب في آثارهم، فأتي بهم، فسمر أعينهم، وقطع أيديهم وأرجلهم، وتركوا بناحية الحرة يقضمون حجارتها، حتى ماتوا.

[ ص: 323 ] قال قتادة: فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله [المائدة: 33].

التالي السابق


* قوله : " أهل ضرع " : أي: أهل لبن.

* " أهل ريف " : - بكسر راء - ، وهو كل أرض فيها زرع ونخل، وقيل: هو ما قارب الماء من الأرض; أي: أهل طعام، وقيل: المراد: نحن من أهل البادية، لا من أهل المدن.

* " فبعث الطلب " : - بفتحتين - : جمع طالب; كالخدم جمع خادم، والتبع جمع تابع.

* " فسمل أعينهم " : أي: فقأها بحديدة محماة، أو غيرها.

* " يقضمون " : من قضم كسمع: إذا أكل شيئا يابسا; أي: يأكلونها من الجوع.

* * *




الخدمات العلمية