الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2441 257 \ 2331 - وعن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره بعرفة فشرب

                                                              وأخرجه البخاري ومسلم

                                                              [ ص: 160 ]

                                                              التالي السابق


                                                              [ ص: 160 ] قال ابن القيم رحمه الله: وقد أخرجا في الصحيحين من حديث كريب عن ميمونة بنت الحارث أنها قالت: " إن الناس شكوا في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسلت إليه - يعني ميمونة - بحلاب لبن، وهو واقف في الموقف فشرب منه، والناس ينظرون "

                                                              فقيل: يحتمل أن تكون ميمونة أرسلت وأم الفضل أرسلت، كل منهما بقدح، ويحتمل أن تكونا مجتمعتين، فإنها أختها، فاتفقتا على الإرسال بقدح واحد، فينسب إلى هذه وإلى هذه،

                                                              فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنه أفطر بعرفة "، وصح عنه " أن صيامه يكفر سنتين "، فالصواب أن الأفضل لأهل الآفاق صومه، ولأهل عرفة فطره لاختياره صلى الله عليه وسلم ذلك لنفسه، وعمل خلفائه بعده بالفطر، وفيه قوة على الدعاء الذي هو أفضل دعاء العبد، وفيه أن يوم عرفة عيد لأهل عرفة، فلا يستحب لهم صيامه.

                                                              وبعض الناس يختار الصوم، وبعضهم يختار الفطر، وبعضهم يفرق بين من يضعفه ومن لا يضعفه.

                                                              وهو اختيار قتادة، والصيام اختيار ابن الزبير وعائشة، وقال عطاء: أصومه في الشتاء، ولا أصومه في الصيف، وكان [ ص: 161 ] بعض السلف لا يأمر به ولا ينهى عنه، ويقول: من شاء صام، ومن شاء أفطر.




                                                              الخدمات العلمية