الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4301 باب: التبرك بعرق النبي، صلى الله عليه وآله وسلم

                                                                                                                              وذكره النووي، في: الباب المشار إليه.

                                                                                                                              [ ص: 106 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 87 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأتيت فقيل لها: هذا النبي صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك، قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تصنعين يا أم سليم؟ فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا، قال: أصبت ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه، (قال: كان النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم: يدخل بيت أم سليم، فينام على فراشها، وليست فيه). أي: ليست "أم سليم" في البيت؛ لأنها كانت محرما له، صلى الله عليه وآله وسلم.

                                                                                                                              ففيه: الدخول على المحارم، والنوم عندهن، وفي بيوتهن.

                                                                                                                              (قال: فجاء ذات يوم، فنام على فراشها، فأتت فقيل لها: هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: نائم في بيتك، على [ ص: 107 ] فراشك. قال: فجاءت وقد عرق، واستنقع عرقه: على قطعة أديم، على الفراش).

                                                                                                                              فيه: جواز النوم على الأدم. وهي الأنطاع والجلود.

                                                                                                                              (ففتحت عتيدتها): بفتح العين، وكسر التاء. وهي كالصندوق الصغير، تجعل المرأة فيه: ما يعز من متاعها.

                                                                                                                              (فجعلت تنشف ذلك العرق، فتعصره في قواريرها. ففزع النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم. أي: استيقظ من نومه، (فقال: "ما تصنعين؟ يا أم سليم!". فقالت: يا رسول الله! نرجو بركته لصبياننا. قال: "أصبت").

                                                                                                                              وفي رواية أخرى، عن "أم سليم" عند مسلم؛ بلفظ: (أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، كان يأتيها فيقيل عندها؛ فتبسط له نطعا، فيقيل عليه، وكان كثير العرق. فكانت تجمع عرقه، فتجعله في الطيب والقوارير. فقال النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أم سليم! ما هذا؟". قالت: عرق، أدوف به طيبي).

                                                                                                                              فيه: جواز التبرك بعرقه، صلى الله عليه وآله وسلم. وما أحقه بذلك! بل كل شيء من جسده الشريف: (عرقا كان، أو شعرا، أو شيئا سقط منه): ينبغي التبرك به. ولا عطر بعد عروس.




                                                                                                                              الخدمات العلمية