الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
واستدلوا بقوله عز وجل : ومما رزقناهم ينفقون وبقوله تعالى أنفقوا مما رزقناكم وزعموا أن ذلك غير منسوخ بآية الزكاة بل هو داخل في حق المسلم على المسلم

التالي السابق


(فاستدلوا) أي: هؤلاء الذين يقولون: إن في المال حقا سوى الزكاة (بقوله تعالى: ومما رزقناهم ينفقون وبقوله تعالى: أنفقوا مما رزقناكم وزعموا أن ذلك غير منسوخ بآية الزكاة) ولفظ القوت: وقد كان المؤمنون يرون المواساة والقرض والقيام بمؤن العجزة عن أنفسهم وأهليهم من المعروف والبر والإحسان، وأن ذلك واجب على المتقين وعلى المحسنين من أهل اليسار والمعروف، وكذلك مذهب جماعة من أهل التفسير أن قوله عز وجل: ومما رزقناهم ينفقون وقوله: أنفقوا مما رزقناكم ما هو مأمور به، وأن ذلك غير منسوخ بآية الزكاة (بل هو داخل) ، ولفظ القوت: وأنه داخل (في حق المسلم على المسلم) وواجب لحرمة الإسلام ووجود الحاجة اهـ .

لفظ القوت: وكان مسروق يقول في قوله عز وجل: سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة هو الرجل يرزقه الله المال فيمنع الحق الذي فيه، فيجعل حية يطوقها.

قال ابن عبد البر: وهذا ظاهره غير الزكاة، ويحتمل أنه الزكاة، قال: وسائر العلماء من السلف والخلف على أن المال إذا أدي زكاته فليس بكنز، وما استدل به من الأمر بإنفاق الفضل، فمعناه على الندب أو يكون قبل نزول فرض الزكاة ونسخ بها كما نسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان، وعاد فضيلة بعد أن كان فريضة .




الخدمات العلمية