الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 168 ] ثم دخلت سنة ست وعشرين ومائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها كان مقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك وهذه ترجمته :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ، أبو العباس الأموي الدمشقي بويع له بالخلافة بعد عمه هشام في السنة الخالية بعهد من أبيه ، كما قدمنا . وأمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي وكان مولده سنة تسعين ، وقيل : سنة ثنتين وتسعين . وقيل : سنة سبع وثمانين . وقتل يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة ، ووقعت فتنة عظيمة بين الناس بسبب قتله وهو خليفة ; لفسقه ، وقيل : وزندقته .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، ثنا ابن عياش ، حدثني الأوزاعي وغيره ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب قال : ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام ، فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سميتموه بأسماء فراعنتكم ، ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له : الوليد . [ ص: 169 ] لهو شر على هذه الأمة من فرعون لقومه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الحافظ ابن عساكر : وقد رواه الوليد بن مسلم ، وهقل بن زياد ، ومحمد بن كثير ، وبشر بن بكر عن الأوزاعي ، فلم يذكروا عمر في إسناده ، وأرسلوه ، ولم يذكر ابن كثير سعيد بن المسيب . ثم ساق طرقه هذه كلها بأسانيدها وألفاظها . وحكى عن البيهقي أنه قال : هو مرسل حسن .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ثم ساق من طريق محمد بن إسحاق ، عن محمد بن عمرو بن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ، وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال : " من هذا يا أم سلمة ؟ " قالت : هذا الوليد . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وقد اتخذتم الوليد حنانا ، غيروا اسمه ; فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له : الوليد " .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وروى ابن عساكر من حديث عبد الله بن محمد بن مسلم ، ثنا محمد بن [ ص: 170 ] . غالب الأنطاكي ، ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود ، ثنا صدقة ، عن هشام بن الغاز ، عن مكحول ، عن أبي ثعلبة الخشني ، عن أبي عبيدة بن الجراح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية