الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من توفي فيها من الأعيان

وفيها توفي :

الشيخ أبو علي بن أبي هريرة

واسمه الحسن بن الحسين
، أحد مشايخ الشافعية ، وله اختيارات كثيرة غريبة ، وقد ترجمناه في " الطبقات " بما فيه كفاية ، ولله الحمد .

الحسين بن علي بن محمد بن يحيى ، أبو أحمد النيسابوري ، المعروف بحسينك

كانت تربيته عند ابن خزيمة وتلميذا له ، وكان يقدمه على أولاده ، ويقرأ له ما لا يقرأه لغيره ، وإذا تخلف ابن خزيمة عن مجالس السلطان بعث حسينك مكانه . ولما توفي ابن خزيمة كان عمر حسينك ثلاثا وعشرين سنة ، ثم عمر بعده دهرا طويلا ، وكان من أكثر الناس عبادة وقراءة ، لا يترك قيام الليل في حضر ولا سفر ، ولا صيف ولا شتاء ، كثير الصدقات والبر والصلات ، وكان يحكي وضوء ابن خزيمة وصلاته ، ولم ير في الأغنياء أحسن صلاة منه ، رحمه الله وأكرم مثواه ، وصلى عليه الحافظ أبو أحمد النيسابوري .

أبو القاسم الداركي : عبد العزيز بن عبد الله بن محمد ، أبو القاسم [ ص: 424 ] الداركي

أحد أئمة الشافعية في زمانه ، نزل نيسابور ثم سكن بغداد إلى أن مات بها ، قال الشيخ أبو حامد الإسفراييني : ما رأيت أفقه منه ، وحكى الخطيب عنه أنه كان يسأل عن الفتوى ، فيجيب بعد تفكر طويل ، فربما كانت فتواه مخالفة لمذهب الشافعي وأبي حنيفة ، فيقال له في ذلك ، فيقول : ويلكم ! روى فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ، فالأخذ به أولى من القول بمذهب الشافعي وأبي حنيفة ، ومخالفتهما أسهل من مخالفة الحديث .

وقال القاضي ابن خلكان : وله في المذهب وجوه جيدة دالة على متانة علمه ، وكان يتهم بالاعتزال ، وكان قد أخذ الفقه عن الشيخ أبي إسحاق المروزي ، والحديث عن جده لأمه الحسن بن محمد الداركي ، وهو أحد مشايخ أبي حامد الإسفراييني وأخذ عنه عامة شيوخ بغداد وغيرهم من أهل الآفاق ، وكانت وفاته في شوال - وقيل : في ذي القعدة - من هذه السنة ، وقد نيف على السبعين ، رحمه الله تعالى .

محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه ، أبو سهل النيسابوري

ويعرف بالحسنوي ، كان فقيها شافعيا أديبا محدثا ، مشتغلا بنفسه عما لا يعنيه ، رحمه الله تعالى .

[ ص: 425 ] محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح ، أبو بكر

الفقيه المالكي سمع من ابن أبي عروبة والباغندي وأبي بكر بن أبي داود وغيرهم ، وعنه البرقاني ، وله تصانيف في شرح مذهب مالك ، وانتهت إليه رياسة مذهب مالك ، وعرض عليه القضاء فأباه ، وأشار بأبي بكر الرازي الحنفي ، فلم يقبل الآخر أيضا ، وكانت وفاته في شوال منها عن ست وثمانين سنة ، رحمه الله تعالى .

التالي السابق


تفسير الأية

ترجمة العلم

عناوين الشجرة

تخريج الحديث