الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من توفي فيها من الأعيان

وممن توفي فيها من الأعيان :

أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون بن حبون

الحراني
، الكاتب الصابئ ، صاحب التصانيف والرسائل للخليفة ولعز الدولة بن بويه ، وكان على دين الصابئة إلى مماته ، وكان مع هذا يصوم رمضان ويقرأ القرآن من حفظه ، وكان يحفظه حفظا حسنا ، ويستعمل منه في رسائله ، وكانوا يحرصون على أن يسلم ، فلم يفعل ، وله شعر جيد قوي ، وكانت وفاته في شوال من هذه السنة ، وقد جاوز السبعين . وقد رثاه الشريف الرضي وقال : إنما رثيت فضائله .

[ ص: 450 ] عبيد الله بن محمد بن نافع بن مكرم ، أبو العباس البشتي

الزاهد ، ورث من آبائه أموالا كثيرة ، فأنفقها كلها في وجوه الخير والقربات ، وكان كثير العبادة ، يقال : إنه مكث سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا إلى شيء ، ولا يتكئ على وسادة ، وحج من نيسابور ماشيا حافيا ، ودخل الشام وأقام ببيت المقدس شهورا ، ثم دخل مصر وبلاد المغرب ، وحج من هناك ، ثم رجع إلى بلده بشت ، وكانت له بقية أموال وأملاك ، فتصدق بها ، ولما حضرته الوفاة جعل يتألم ويتوجع ، فقيل له : ما هذا ؟ فقال : أرى بين يدي أمورا هائلة ، ولا أدري كيف أنجو منها .

وكانت وفاته في المحرم من هذه السنة عن خمس وثمانين سنة ، وليلة موته رأت امرأة أمها بعد وفاتها وعليها ثياب حسان وزينة ، فقالت : يا أمه ، ما هذا ؟ فقالت : نحن في عيد من قدوم عبيد الله الزاهد علينا ، رحمه الله تعالى .

علي بن عيسى بن علي بن عبد الله أبو الحسن

[ ص: 451 ] النحوي المعروف بالرماني ، روى عن ابن دريد وكانت له يد طولى في النحو واللغة والمنطق والكلام ، وله تفسير كبير ، وشهد عند ابن معروف فقبله ، وروى عنه التنوخي والجوهري . توفي عن ثمان وثمانين سنة ، ودفن في الشونيزية عند قبر أبي علي الفارسي .

قال ابن خلكان : والرماني نسبة إلى بيع الرمان ، أو إلى قصر الرمان بواسط .

محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات

أبو الحسن
الكاتب ، المحدث الثقة المأمون قال الخطيب البغدادي : كان ثقة ، كتب الكثير ، وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته ، بلغني أنه كتب مائة تفسير ومائة تاريخ ، وخلف ثمانية عشر صندوقا مملوءة كتبا ، أكثرها بخطه سوى ما سرق منه ، وكان خطه في غاية الصحة ، ومع هذا كان له جارية تعارض معه ما يكتبه ، رحمه الله تعالى .

محمد بن عمران بن موسى بن عبيد الله أبو عبيد الله

الكاتب المعروف بابن المرزبان ، روى عن البغوي وابن دريد وغيرهما ، وكان صاحب [ ص: 452 ] أخبار وآداب ، وصنف كتبا كثيرة في فنون مستحسنة ، وكان مشايخه وغيرهم يحضرون عنده ، ويبيتون في داره في فرش وأطعمة وغير ذلك ، وكان عضد الدولة إذا مر بداره لا يجتاز حتى يرسل إليه ليخرج فيسلم عليه ، وكان أبو علي الفارسي ، يقول : هو من محاسن الدنيا ، وقال العتيقي : كان ثقة ، وقال الأزهري : ما كان ثقة ، وقال ابن الجوزي : لم يكن من الكذابين ، وإنما كان فيه تشيع واعتزال ، ويخلط السماع بالإجازة ، وبلغ ثمانية وثمانين سنة ، رحمه الله تعالى .

التالي السابق


تفسير الأية

ترجمة العلم

عناوين الشجرة

تخريج الحديث