nindex.php?page=treesubj&link=34064وممن توفي فيها من الأعيان والأشراف :
أبو مسعود الدمشقي ، إبراهيم بن محمد بن عبيد ، أبو مسعود الدمشقي
الحافظ الكبير ، مصنف كتاب " الأطراف على الصحيحين " ، رحل إلى بلاد شتى
كبغداد والبصرة والكوفة وواسط والأهواز وأصبهان وخراسان ، وكان من الحفاظ الصادقين الأمناء الضابطين ، ولم يرو إلا اليسير ، روى عنه
أبو القاسم الطبري nindex.php?page=showalam&ids=12002وأبو ذر الهروي وحمزة السهمي وغيرهم . وكانت وفاته
ببغداد في رجب ، وأوصى إلى
أبي حامد الإسفراييني ، فصلى عليه ، ودفن في مقبرة جامع
المنصور قريبا من السكك رحمه الله ، وقد ترجمه
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ، وأثنى عليه ، والله أعلم .
nindex.php?page=treesubj&link=33940عميد الجيوش ، الحسن بن أبي جعفر أستاذ هرمز ، أبو علي ، الملقب
[ ص: 534 ] بعميد الجيوش ، وزير
بهاء الدولة ، ولد سنة خمسين وثلاثمائة ، وكان أبوه من حجاب
عضد الدولة ، وولاه
بهاء الدولة النظر في وزارت سنة ثنتين وتسعين ، والشرور عامة كثيرة ، فمهد البلاد وأخاف العيارين واستقامت به الأمور ، وأمر بعض غلمانه أن يحمل صينية فيها دراهم مكشوفة ، من أول
بغداد إلى آخرها في أزقتها ، فإن اعترضه أحد فليدفعها إليه ، وليعرف ذلك المكان ، فذهب الغلام ، فلم يعترضه أحد ، ولله الحمد والمنة ، ومنع
الروافض مما كانوا يتعاطونه من النياحة في عاشوراء ، وإقامة العيد المبتدع في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الذي يقال له :
غدير خم . وكان عادلا منصفا ، رحمه الله .
خلف بن محمد بن علي بن حمدون ، أبو محمد الواسطي
رحل إلى البلاد ، وسمع الكثير ، ثم عاد إلى
بغداد ثم رحل إلى
الشام ومصر ، وكتب الناس بانتخابه ، وصنف أطرافا على " الصحيحين " وكانت له معرفة تامة ، وحفظ جيد ، ثم عاد إلى
بغداد واشتغل بالتجارة ، وترك النظر في العلم حتى توفي في هذه السنة ، رحمه الله وسامحه . وممن روى عنه
الأزهري .
nindex.php?page=treesubj&link=33939أبو عبيد الهروي ، صاحب " الغريبين " ، أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي
اللغوي البارع ، كان من علماء الناس في الأدب واللغة ،
[ ص: 535 ] وكتابه " الغريبين " في معرفة غريب القرآن والحديث ، يدل على اطلاعه وتبحره في هذا الشأن ، وكان من تلامذة
أبي منصور الأزهري .
قال
ابن خلكان : وقيل : إنه كان يحب البذلة ، ويتناول في الخلوة ، ويعاشر أهل الأدب في مجالس اللذة والطرب . سامحه الله تعالى .
قال : وكانت وفاته في رجب سنة إحدى وأربعمائة .
وذكر
ابن خلكان في هذه السنة أو التي قبلها وفاة
أبي الفتح البستي الشاعر وهو :
nindex.php?page=treesubj&link=33938علي بن محمد بن الحسين بن يوسف بن محمد بن عبد العزيز
الكاتب صاحب الطريقة الأنيقة في التجنيس الأنيس ، البديع التأسيس ، والحذاقة والنظم والنثر ، وقد أسلفنا ذكره .
ومما أورد له
ابن خلكان قوله : من أصلح فاسده أرغم حاسده . من أطاع غضبه أضاع أدبه . من سعادة جدك وقوفك عند حدك . المنية تضحك من الأمنية . الرشوة رشاء الحاجات . حد العفاف الرضا بالكفاف .
ومن شعره :
إن هز أقلامه يوما ليعملها أنساك كل كمي هز عامله وإن أقر على رق أنامله
أقر بالرق كتاب الأنام له
[ ص: 536 ] وله :
إذا تحدثت في قوم لتؤنسهم بما تحدث من ماض ومن آت
فلا تعد لحديث إن طبعهم موكل بمعاداة المعادات
nindex.php?page=treesubj&link=34064وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ وَالْأَشْرَافِ :
أَبُو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيُّ ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، أَبُو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيُّ
الْحَافِظُ الْكَبِيرُ ، مُصَنِّفُ كِتَابِ " الْأَطْرَافِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ " ، رَحَلَ إِلَى بِلَادٍ شَتَّى
كَبَغْدَادَ وَالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ وَوَاسِطٍ وَالْأَهْوَازِ وَأَصْبَهَانَ وَخُرَاسَانَ ، وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ الصَّادِقِينَ الْأُمَنَاءِ الضَّابِطِينَ ، وَلَمْ يَرْوِ إِلَّا الْيَسِيرَ ، رَوَى عَنْهُ
أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12002وَأَبُو ذَرٍ الْهَرَوِيُّ وَحَمْزَةُ السَّهْمِيُّ وَغَيْرُهُمْ . وَكَانَتْ وَفَاتُهُ
بِبَغْدَادَ فِي رَجَبٍ ، وَأَوْصَى إِلَى
أَبِي حَامِدٍ الْإِسْفَرَايِينِيِّ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ جَامِعِ
الْمَنْصُورِ قَرِيبًا مِنَ السِّكَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَقَدْ تَرْجَمَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
nindex.php?page=treesubj&link=33940عَمِيدُ الْجُيُوشِ ، الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ أُسْتَاذُ هُرْمُزَ ، أَبُو عَلِيٍّ ، الْمُلَقَّبُ
[ ص: 534 ] بِعَمِيدِ الْجُيُوشِ ، وَزِيرُ
بِهَاءِ الدَّوْلَةِ ، وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ حُجَّابِ
عَضُدِ الدَّوْلَةِ ، وَوَلَّاهُ
بَهَاءُ الدَّوْلَةِ النَّظَرَ فِي وِزَارَتِ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِينَ ، وَالشُّرُورُ عَامَّةٌ كَثِيرَةٌ ، فَمَهَّدَ الْبِلَادَ وَأَخَافَ الْعَيَّارِينَ وَاسْتَقَامَتْ بِهِ الْأُمُورُ ، وَأَمَرَ بَعْضَ غِلْمَانِهِ أَنْ يَحْمِلَ صِينِيَّةً فِيهَا دَرَاهِمُ مَكْشُوفَةٌ ، مِنْ أَوَّلِ
بَغْدَادَ إِلَى آخِرِهَا فِي أَزِقَّتِهَا ، فَإِنِ اعْتَرَضَهُ أَحَدٌ فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْهِ ، وَلْيَعْرِفَ ذَلِكَ الْمَكَانَ ، فَذَهَبَ الْغُلَامُ ، فَلَمْ يَعْتَرِضْهُ أَحَدٌ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ ، وَمَنَعَ
الرَّوَافِضَ مِمَّا كَانُوا يَتَعَاطَوْنَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ فِي عَاشُورَاءَ ، وَإِقَامَةِ الْعِيدِ الْمُبْتَدَعِ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ :
غَدِيرُ خُمٍّ . وَكَانَ عَادِلًا مُنْصِفًا ، رَحِمَهُ اللَّهُ .
خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدُونَ ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ
رَحَلَ إِلَى الْبِلَادِ ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى
بَغْدَادَ ثُمَّ رَحَلَ إِلَى
الشَّامِ وَمِصْرَ ، وَكَتَبَ النَّاسُ بِانْتِخَابِهِ ، وَصَنَّفَ أَطْرَافًا عَلَى " الصَّحِيحَيْنِ " وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ تَامَّةٌ ، وَحِفْظٌ جَيِّدٌ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى
بَغْدَادَ وَاشْتَغَلَ بِالتِّجَارَةِ ، وَتَرَكَ النَّظَرَ فِي الْعِلْمِ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ وَسَامَحَهُ . وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ
الْأَزْهَرِيُّ .
nindex.php?page=treesubj&link=33939أَبُو عُبَيْدٍ الْهَرَوِيُّ ، صَاحِبُ " الْغَرِيبَيْنِ " ، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الْعَبْدِيُّ
اللُّغَوِيُّ الْبَارِعُ ، كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ فِي الْأَدَبِ وَاللُّغَةِ ،
[ ص: 535 ] وَكِتَابُهُ " الْغَرِيبَيْنِ " فِي مَعْرِفَةِ غَرِيبِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ ، يَدُلُّ عَلَى اطِّلَاعِهِ وَتَبَحُّرِهِ فِي هَذَا الشَّأْنِ ، وَكَانَ مِنْ تَلَامِذَةِ
أَبِي مَنْصُورٍ الْأَزْهَرِيِّ .
قَالَ
ابْنُ خَلِّكَانَ : وَقِيلَ : إِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْبِذْلَةَ ، وَيَتَنَاوَلُ فِي الْخَلْوَةِ ، وَيُعَاشِرُ أَهْلَ الْأَدَبِ فِي مَجَالِسِ اللَّذَّةِ وَالطَّرَبِ . سَامَحَهُ اللَّهُ تَعَالَى .
قَالَ : وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِمِائَةٍ .
وَذَكَرَ
ابْنُ خَلِّكَانَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَوِ الَّتِي قَبْلَهَا وَفَاةُ
أَبِي الْفَتْحِ الْبُسْتِيِّ الشَّاعِرِ وَهُوَ :
nindex.php?page=treesubj&link=33938عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الْكَاتِبُ صَاحِبُ الطَّرِيقَةِ الْأَنِيقَةِ فِي التَّجْنِيسِ الْأَنِيسِ ، الْبَدِيعِ التَّأْسِيسِ ، وَالْحَذَاقَةِ وَالنَّظْمِ وَالنَّثْرِ ، وَقَدْ أَسْلَفْنَا ذِكْرَهُ .
وَمِمَّا أَوْرَدَ لَهُ
ابْنُ خَلِّكَانَ قَوْلُهُ : مَنْ أَصْلَحَ فَاسِدَهُ أَرْغَمَ حَاسِدَهُ . مَنْ أَطَاعَ غَضَبَهُ أَضَاعَ أَدَبَهُ . مِنْ سَعَادَةِ جَدِّكَ وُقُوفُكَ عِنْدَ حَدِّكَ . الْمَنِيَّةُ تَضْحَكُ مِنَ الْأُمْنِيَةِ . الرَّشْوَةُ رِشَاءُ الْحَاجَاتِ . حَدُّ الْعَفَافِ الرِّضَا بِالْكَفَافِ .
وَمِنْ شَعْرِهِ :
إِنْ هَزَّ أَقْلَامَهُ يَوْمًا لِيُعْمِلَهَا أَنْسَاكَ كُلَّ كَمِيٍّ هَزَّ عَامِلَهُ وَإِنْ أَقَرَّ عَلَى رِقٍّ أَنَاَمِلَهُ
أَقَرَّ بَالرِّقِّ كُتَّابُ الْأَنَامِ لَهُ
[ ص: 536 ] وَلَهُ :
إِذَا تَحَدَّثْتَ فِي قَوْمٍ لِتُؤْنِسَهُمْ بِمَا تُحَدِّثُ مِنْ مَاضٍ وَمِنْ آتِ
فَلَا تَعُدْ لِحَدِيثٍ إِنَّ طَبْعَهُمُ مُوَكَّلٌ بَمُعَادَاةِ الْمُعَادَاتِ