الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 274 ] قال تعالى : ( واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ( 184 ) ) .

قوله تعالى : ( والجبلة ) : يقرأ بكسر الجيم والباء وضمها مع التشديد ، وهما لغتان .

قال تعالى : ( وإنه لتنزيل رب العالمين ( 192 ) نزل به الروح الأمين ( 193 ) ) .

قوله تعالى : ( وإنه ) : الهاء ضمير القرآن ، ولم يجر له ذكر .

والتنزيل بمعنى المنزل .

( نزل به ) : يقرأ على تسمية الفاعل ، وهو " الروح الأمين " وعلى ترك التسمية والتشديد .

ويقرأ بتسمية الفاعل والتشديد . و " الروح " بالنصب ؛ أي أنزل الله جبريل بالقرآن . و " به " : حال .

قال تعالى : ( بلسان عربي مبين ( 195 ) ) .

قوله تعالى : ( بلسان ) : يجوز أن تتعلق الباء بالمنذرين ، وأن تكون بدلا من " به " أي نزل بلسان عربي ؛ أي برسالة ، أو لغة .

قال تعالى : ( أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ( 197 ) ) .

قوله تعالى : ( أولم يكن ) : يقرأ بالتاء ؛ وفيها وجهان : أحدهما : هي التامة ، والفاعل " آية " و " أن يعلمه " بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي أولم تحصل لهم آية . والثاني : هي ناقصة ؛ وفي اسمها وجهان ؛ أحدهما : ضمير القصة ، و " أن يعلمه " مبتدأ ، و " آية " خبر مقدم ؛ والجملة خبر كان . والثاني : اسمها " آية " وفي الخبر وجهان ؛ أحدهما : " لهم " و " أن يعلمه " بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف .

[ ص: 275 ] والثاني : " أن يعلمه " .

وجاز أن يكون الخبر معرفة ؛ لأن تنكير المصدر وتعريفه سواء ، وقد تخصصت " آية " بـ " لهم " ولأن علم بني إسرائيل لم يقصد به معين .

ويقرأ بالياء ؛ فيجوز أن يكون مثل التاء ؛ لأن التأنيث غير حقيقي .

وقد قرئ على الياء آية بالنصب على أنه خبر مقدم .

قال تعالى : ( ولو نزلناه على بعض الأعجمين ( 198 ) ) .

قوله تعالى : ( الأعجمين ) : أي الأعجميين فحذف ياء النسبة ، كما قالوا : الأشعرون أي الأشعريون ، وواحده أعجمي ، ولا يجوز أن يكون جمع أعجم ؛ لأن مؤنثه عجماء ؛ ومثل هذا لا يجمع جمع التصحيح .

قال تعالى : ( كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ( 200 ) ) .

قوله تعالى : ( سلكناه ) : قد ذكر مثله في الحجر . والله أعلم .

قال تعالى : ( فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون ( 202 ) فيقولوا هل نحن منظرون ( 203 ) ) .

قوله تعالى : ( فيأتيهم ) ، ( فيقولوا ) : هما معطوفان على " يروا " .

قال تعالى : ( ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ( 207 ) ) .

قوله تعالى : ( ما أغنى عنهم ) : يجوز أن يكون استفهاما ، فتكون " ما " في موضع نصب ، وأن يكون نفيا ؛ أي ما أغنى عنهم شيئا .

قال تعالى : ( ذكرى وما كنا ظالمين ( 209 ) ) .

قوله تعالى : ( ذكرى ) : يجوز أن يكون مفعولا له ، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي الإنذار ذكرى .

قال تعالى : ( يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ( 223 ) ) .

قوله تعالى : ( يلقون ) : هو حال من الفاعل في " تنزل " .

قال تعالى : ( ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ( 225 ) ) .

[ ص: 276 ] قوله تعالى : ( يهيمون ) : يجوز أن يكون خبر " أن " فيعمل في " في كل واد " وأن يكون حالا ، فيكون الخبر " في كل واد "

. قال تعالى : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ( 227 ) ) .

قوله تعالى : ( أي منقلب ) : هو صفة لمصدر محذوف ، والعامل " ينقلبون " أي ينقلبون انقلابا ؛ أي منقلب ؛ ولا يعمل فيه " يعلم " لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية