الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
تصوير حال المشركين

وإن كنت متوقفا في تصوير حال المشركين، وعقائدهم، وأعمالهم، فانظر إلى حال العوام، والجهلة من أهل الزمان، خصوصا من سكن منهم بأطراف دار الإسلام كيف يظنون الولاية، وماذا يخيل إليهم منها.

ومع أنهم يعترفون بولاية الأولياء المتقدمين يعدون وجود الأولياء في هذا الزمان من قبيل المحال، ويذهبون إلى القبور، والآثار، ويرتكبون أنواعا من الشرك، وكيف تطرق إليهم التشبيه، والتحريف بحكم الحديث الصحيح: «لتتبعن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل».

وما من آفة من هذه الآفات إلا وقوم من أهل هذا الزمان واقعون في ارتكابها، معتقدون مثلها. عافانا الله سبحانه من ذلك.

وبالجملة: فإن الله تعالى برحمته بعث محمدا صلى الله عليه وسلم في العرب، وأمره بإقامة الملة الحنيفية، وخاصمهم في القرآن العظيم، وقد وقع التمسك في تلك المخاصمة بمسلماتهم من بقايا الملة الحنفية؛ ليتحقق الإلزام.

التالي السابق


الخدمات العلمية