الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ منشأ الخلاف في المسألة ]

                                                      الأمر السادس : أن مثار الخلاف في وجوب البحث أمران : أحدهما : التعارض بين الأصل والظاهر . والثاني : عدم المخصص ، هل هو شرط في العموم أو التخصيص من باب المعارض ؟ فيه قولان يؤخذان مما سبق ، وكما في تخصيص العلة . والصيرفي يقول : إن التخصيص مانع [ ف ] يتمسك بالعموم ما لم ينتهض المانع ، لأن الأصل عدمه . وابن سريج يقول : عدمه شرط ، فلا بد من تحققه . وحاصله أن ابن سريج يقول : صيغ العموم لا تدل على الاستيعاب ، إلا عند انتفاء القرائن ، وانتفاء القرائن شرط ، فلا بد من البحث ، هكذا نقله ابن السمعاني وغيره . وقال القاضي أبو الطيب : إنما يدل على العموم صيغة مجردة ، والتجرد لم يثبت ، قال : وهذا كما تقول : إذ شهد عند الحاكم شاهدان لا يعرف حالهما ، فإنه يجب السؤال عن عدالتهما ، ولا يجوز الحكم بها قبل السؤال ، لأن البينة الشاهدان مع العدالة ، لا الشاهد فقط . انتهى .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية