الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فصل في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      روى البيهقي من حديث إسرائيل ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة قال : جاء رجل فقال : يا رسول الله ، إن فلانا مات . فقال : " لم يمت " . فعاد الثانية [ ص: 134 ] فقال : إن فلانا مات . فقال : " لم يمت " . فعاد الثالثة فقال : إن فلانا نحر نفسه بمشقص عنده . فلم يصل عليه . ثم قال البيهقي : تابعه زهير عن سماك . ومن ذلك الوجه رواه مسلم مختصرا في الصلاة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال أحمد : حدثنا أسود بن عامر ، ثنا هريم بن سفيان ، عن بيان بن بشر ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي شهم قال : مرت بي جارية بالمدينة فأخذت بكشحها . قال : وأصبح الرسول صلى الله عليه وسلم يبايع الناس . قال : فأتيته فلم يبايعني ، فقال : " صاحب الجبيذة؟ " قال : قلت : والله لا أعود . قال فبايعني . ورواه النسائي ، عن محمد بن عبد الله المخرمي عن أسود بن عامر به . ثم رواه أحمد عن سريج عن يزيد بن عطاء ، عن بيان بن بشر ، عن قيس ، عن أبي شهم فذكره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي " صحيح البخاري " ، عن أبي نعيم ، عن سفيان عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر قال : كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم; خشية أن ينزل فينا شيء ، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم تكلمنا [ ص: 135 ] وانبسطنا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد أنه قال : والله لقد كان أحدنا يكف عن الشيء مع امرأته ، وهو وإياها في ثوب واحد; تخوفا أن ينزل فيه شيء من القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو داود : ثنا محمد بن العلاء ، ثنا ابن إدريس ، ثنا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن رجل من الأنصار قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على القبر يوصي الحافر : " أوسع من قبل رجليه ، أوسع من قبل رأسه " . فلما رجع استقبله داعي امرأة فجاء ، وجيء بالطعام ، فوضع يده فيه ووضع القوم أيديهم فأكلوا ، فنظر آباؤنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فيه ، ثم قال : " أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها " . قال : فأرسلت المرأة : يا رسول الله ، إني أرسلت إلى البقيع يشترى لي شاة فلم توجد ، فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن أرسل بها إلي بثمنها ، فلم يوجد فأرسلت إلى امرأته ، فأرسلت إلي بها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أطعميه الأسارى

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية