الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

نحو تقويم جديد للكتابة العربية

الأستاذ الدكتور / طالب عبد الرحمن

1. المأخذ الأول

يكثر تدوين الأحرف وهي خالية من الحركات (الفتحة [ ص: 62 ] والضمة والكسرة) . وإذا ما استخدمت تلك الحركات فإنما يقتصر ذلك على الكتابات الموجهة إلى الشداة والمبتدئين. وقد قاد هذا الخلل إلى ما يأتى:

أ- عدم استطاعة قراءة النص العربي صحيحة إلا إذا كان القارئ ملما، أصلا، بقواعد العربية نحوا وصرفا، وكان على علم مسبق بما يقرؤه. وهذا على رأي قاسم أمين، خلاف القاعدة. ففي معظم اللغات الأوروبية -كما يرى- يقرأ الناس قراءة صحيحة ما تقع عليه أبصارهم، أما نحن فلا نستطيع أن نقرأ قراءة صحيحة إلا إذا فهمنا، أولا، ما نقرؤه.

ب- إن النص العربي، تبعا لذلك، عرضة لقراءات مختلفة تتوقف على لهجة القارئ الأصلية. وبما أن هذه اللهجات عامية، بعيدة عن الفصحى، فإن البـون بين ما يجب أن يقرأ وما يقرأ فعلا، صار شاسعا.

جـ- إن قراءة الأعلام غير المحركة أمر مشكل، ولذا حاولت بعض المعجمات تدارك هذا الخلل بالنص على الحركة، كقولهم: كنانة، بكسر الكاف. [ ص: 63 ]

د- إن هذا الخلل يشيع اللحن، ويعمل على انحلال العربية الفصحى.

التالي السابق


الخدمات العلمية