الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        الفصل الثاني

        منهج اقتصاديات العمل في الإسلام

        وتوظيفه في القضاء على الفقر

        مبحث تمهيدي

        موضوع هـذا الجزء عن قيمة العمل في الإسلام، وتوظيفه ضمن منهجه للقضاء على الفقر. والحديث عن العمل هـو حديث عن العنصر البشري. العنصر البشري والتنمية البشرية ودور الإنسان في تقدم المجتمع وتنميته، هـذا الأمر كله أصبح هـو الذي تجمع فيه الأسباب التي جعلت مجتمعا يحقق التقدم في كل المجالات بما فيها المجال الاقتصادي، وفي مقابل ذلك جعلت مجتمعا آخر راكدا لا يتحرك نحو التقدم.

        وتركز الدراسات الأحدث عن تقدم المجتمعات وتطورها، بل وقابليتها للتطور، على (العنصر الثقافي ) ، وتجمع فيه كل أسباب التفاوت بين المجتمعات. يعني ذلك أن تطور المجتمع أو جموده، تقـدمه أو تخـلفه، غناه أو فقره، استيعـابه للمتغـيرات أو عـدم استيـعابه، أي رفضه لها، إيجابيـته أو سلبيته، انفتاحه أو انغلاقه- كل ذلك وغيره مسبب عن العنصر الثـقافي. والذين يتكلـمون عن العنـصـر الثـقـافي يعنـون به ما يتعـلق بالإنسـان، وما يتعلق بالتراث، وما يتعلق بالقيم السائدة في المجتمع، ولاشك أنهم يدخلون (الدين ) في هـذه المنظومة. وعلى هـذا النحو يتحدد موقع الإنسان في منظومة التطور، الإنسان بعمله، بثـقافته، بقيمه. [ ص: 73 ]

        العالم الإسلامي، بكل دوله، يصنف ضمن الدول المتخلفة. ولقد عمل أعداء الإسلام على توظيف ذلك بما يخدم أهواءهم، فربطوا بين الإسلام كثـقافة وما عليه حال المجتمعات الإسلامية. والبحث الذي نقدمه عن قيمة العمل ينطلق من فرضية هـي: أن الإسلام، من حيث قيمة العمل، يمثل ثـقافة التطور والتقدم والارتقاء.. ومهمة البحث هـي إثبات هـذه الفرضية.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية