الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          2- مفهوم التنمية من منظور إسلامي

          ليس خافيا من خلال ما تقدم ذكره من تعاريف لمصطلح التنمية أن مفهومها ليس بثابت ولا بمتفق عليه، بل كل يتناوله من الزاوية التي هـي محل اهتمامه، بحيث يقصر نظره في العملية التنموية من خلال اختصاصه. وهذا الاختلاف يدعونا إلى محاولة تقديم مفهوم للتنمية يتماشى مع المنظور الإسلامي للكون والحياة والإنسان، وذلك بالاعتماد على المصادر الأساس لشريعة الإسلام. [ ص: 77 ]

          وبعد الإطلاع على كم هـائل من تعاريف متنوعة لمفهوم التنمية، وجدتها لا تفي بالمقصود ولا تستوعب مجالات التنمية الكثيرة، بل لا نعدو الصواب إن قلنا: إن كل تعريف يركز على مجال معين من مجالات التنمية فيكون تعريفه لها مقصورا على ذلك المجال، فلا يتعداه لغيره. ناهيك عن أن جل التعريفات إن لم تكن كلها قد حصرت التنمية في الجانب المادي فحسب، محاكاة للفكر الغربي.

          ومن ثم، فقد عن لي أن أقدم تعريفا للتنمية ينسجم مع النظرة الإسلامية للكون والحياة والإنسان، فضلا عن استيعاب مجالات التنمية جميعها، بعيدا عن أي تأثيرات غريبة على تعاليم الإسلام. وعليه، فأقول: إن التنمية من منظور إسلامي تعني: «عملية تطوير وتغيير قدر الإمكان نحو الأحسن فالأحسن، وتكون مستمرة وشاملة لقدرات الإنسان ومهاراته المادية والمعنوية، تحقيقا لمقصود الشارع من الاستخلاف في الأرض، برعاية أولي الأمر، ضمن تعاون إقليمي وتكامل أممي، بعيدا عن أي نوع من أنواع التبعية». هـذا التعريف يعبر - في نظري - عن التصور الإسلامي لمفهوم التنمية بوصفها مصطلحا يعبر عن عملية حضارية مستأنفة أو مستحدثة. ولذا، فيمكن إيضاح التعريف الذي قدمته من خلال بيان خصائص التنمية الإسلامية الواردة في التعريف مرتبة حسب ورودها فيه. [ ص: 78 ]

          التالي السابق


          الخدمات العلمية