الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
م5 - واتفقوا : على أن المحرم إذا وطئ عامدا في الفرج فأنزل أو لم ينزل قبل الوقوف بعرفة أن حجهما قد فسد ، ويمضيان في فاسده ، وعليهما القضاء ، سواء كان الحج تطوعا أو واجبا ، وكانت مطاوعة أو مكرهة . [ ص: 487 ]

ثم اختلفوا : في الكفارة . فقال أبو حنيفة : يجب عليه شاة .

وقال مالك : عليه الهدي . وقال الشافعي ، وأحمد : عليه بدنة .

م6 - واختلفوا : فيما إذا وطئ بعد الوقوف بعرفة وقبل التحلل الأول .

فقال أبو حنيفة : عليه بدنة ، وحجه تام ، واختلف عن مالك فالمشهور عنه : أن حجه فاسد .

وروي عنه كمذهب أبي حنيفة . وقال الشافعي وأحمد : قد فسد حجه ، وعليه بدنة . [ ص: 488 ] م7 - واختلفوا : فيما إذا وطئ بعد التحلل الأول ، وقبل طواف الإفاضة .

فقال أبو حنيفة والشافعي يأتي بما بقي عليه من أفعال الحج ، ولا يحتاج إلى استئناف إحرام ثان ، وعليه بدنة عند الشافعي في أحد قوليه ، والقول الآخر : شاة .

وعند أبي حنيفة في إحدى روايتيه : شاة ، والرواية الأخرى : بدنة .

وقال مالك ، وأحمد : يمضي في بقية الحج في الإحرام الذي أفسده ، ويحرم بعد ذلك من التنعيم ، وهي أدنى الحل ، من حيث يعتمر المعتمرون ، ليقضي الطواف والسعي [ ص: 489 ] بإحرام صحيح وعليه بدنة ، وروى أبو مصعب الزهري ، عن مالك : أن حجه فاسد .

التالي السابق


الخدمات العلمية