الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
21 - قضاء صلاة العيد

7010 - أخبرنا أبو سعيد قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم " سن صلاة العيد بعد الشمس، وسن مواقيت الصلوات، وكان فيما سن دلالة أنه إن جاء وقت صلاة مضى وقت التي قبلها، فلم يجز أن يكون آخر وقتها إلا إلى وقت الظهر؛ لأنها صلاة وقت يجمع فيها، ولو ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج بالناس من الغد إلى عيدهم قلنا به، وقلنا أيضا: فإن لم يخرج بهم من الغد، خرج بهم من بعد الغد وقلنا: يصلي في يومه بعد الزوال ".

7011 - قال في القديم: ورواه عن هشيم، عن جعفر بن أبي وحشية، عن أبي عمير بن أنس قال: ولو نعلم هذا ثابتا أخذنا به.

7012 - حدثنا أبو جعفر المستملي قال: أخبرنا أبو سهل الإسفراييني قال: حدثنا داود بن الحسين البيهقي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا هشيم، عن أبي بشر وهو جعفر بن أبي وحشية ح.

7013 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي إسحاق الفقيه قال: أخبرنا العباس بن الفضل قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا [ ص: 112 ] شعبة، عن أبي بشر قال: سمعت أبا عمير بن أنس، عن عمومة له من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أصبحوا صياما في رمضان فجاء ركب، فشهدوا أنهم رأوه بالأمس، "فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يفطروا بقية يومهم وإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلاهم".

7014 - لفظ حديث شعبة، وحديث هشيم بمعناه، وقال في آخره: فأمرهم أن يفطروا من يومهم وأن يخرجوا لعيدهم من الغد، وهذا إسناد صحيح.

7015 - وعمومة أبي عمير من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عليه علية ثقات.

7016 - ورواه ربعي بن حراش، عن رجل، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجهما أبو داود في كتاب السنن.

7017 - وظاهر هذا أنه أمرهم بالخروج من الغد ليصلوا صلاة العيد، وذلك بين في رواية هشيم، ولا يجوز حمله على أن ذلك كان لكي يجتمعوا فيه فيدعوا، وليرى كثرتهم من غير أن يصلوا صلاة العيد كما أمر الحيض بأن يخرجن ولا يصلين صلاة العيد؛ لأن الحيض شهدته على طريق التبع لغيرهن، ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أنهن يعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، وهاهنا أمرهم بأن [ ص: 113 ] يخرجوا لعيدهم من الغد، ولم يأمرهم باعتزال الصلاة، وكان هذا أولى بالبيان لكونهم من أهل سائر الصلوات، وكون الحيض بمعزل من سائر الصلوات.

7018 - وقد استعمل عمر بن عبد العزيز هذه السنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بمثل ما أمر به .

[ ص: 114 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية