الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
18 - باب من أولى بالصلاة على الميت

7543 - قد روينا عن أبي أسيد الساعدي، أن رجلا، من بني ساعدة قال: يا رسول الله إن أبوي قد هلكا فهل بقي من برهما شيء أصلهما به بعد موتهما؟ قال: "نعم أربعة أشياء؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما ، [ ص: 283 ] وإنفاذ عهدهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة رحمهما التي لا رحم لك إلا من قبلهما".

7544 - أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله النرسي قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثني عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل قال: حدثنا أسيد بن علي، عن أبيه علي بن عبيد، عن أبي أسيد الساعدي، فذكره.

7545 - أخبرنا أبو سعيد قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: "إذا حضر الوالي الميت أحببت أن لا يصلي عليه إلا بأمر وليه لأن هذا من الأمور الخاصة التي الولي أحق بها عن الوالي، والله أعلم".

7546 - وقال بعض من له علم: "الوالي أحق".

7547 - قال أحمد: ورويناه عن علقمة، والأسود، وسويد بن غفلة، وعطاء، وطاووس، ومجاهد، وسالم، والقاسم، والحسن قالوا: الإمام يتقدم.

7548 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا الحسن بن علي بن عثمان قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سفيان الثوري، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي حازم قال: رأيت [ ص: 284 ] حسين بن علي قدم سعيد بن العاص على الحسن بن علي فصلى عليه، ثم قال: "لولا أنها سنة ما قدمته".

7549 - قال الشافعي في رواية أبي سعيد: "وقد صلى الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفذاذا لا يؤمهم أحد".

7550 - أخبرناه أبو نصر بن قتادة قال: أخبرنا أبو الفضل بن حمويه قال: حدثنا أحمد بن نجدة قال: قال: حدثنا إبراهيم بن زياد قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد قال: مرض النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في وفاته واختلاف الناس في موته قال: فقالوا - يعني لأبي بكر - يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فعلموا أنه كما قال، فقالوا: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصلي عليه؟ قال: نعم، قالوا: وكيف نصلي عليه؟ قال: "يدخل قوم فيكبرون ويدعون ويصلون، ثم يخرجون، ويدخل قوم آخرون فيكبرون ويدعون ويصلون، ثم يخرجون، حتى يفرغ الناس جميعا" وفي الحديث أنه أمر بني أبيه أن يغسلوه.

7551 - وروينا في، حديث ابن عباس: "أنهم صلوا عليه بغير إمام".

7552 - قال الشافعي: وذلك " لعظم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - وتنافيهم في أن لا يتولى الإمامة في الصلاة عليه واحد، فصلوا عليه مرة بعد مرة .

[ ص: 285 ] 7553 - قال: وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموتى، والأمر المعول به بعده إلى اليوم "أن يصلى عليهم بإمام".

7554 - ثم ساق الكلام إلى أن قال: وإن كان منهم - يعني ممن صلى على الجنازة - ثلاثة فصاعدا متوضئين أجزأت ".

7555 - قال أحمد: وقد روينا عن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا طلحة، "دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمير بن أبي طلحة حين توفي فتقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه وكان أبو طلحة وراءه، وأم سليم وراء أبي طلحة، ولم يكن معهم غيرهم".

[ ص: 286 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية