الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8 - القول والإنصات عند السحاب والريح

7241 - أخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا، وأبو سعيد قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا من، لا أتهم قال: أخبرني خالد بن رباح، عن المطلب بن حنطب، أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا برقت السماء أو رعدت عرف ذلك في وجهه، فإذا أمطرت سري عنه".

7242 - وبهذا الإسناد قال: أخبرنا من، لا أتهم قال: قال المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أبصرنا شيئا من السماء - يعني السحاب - ترك عمله واستقبله وقال: "اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه" فإن كشفه الله حمد الله، وإن مطرت قال: "اللهم سقيا نافعا" .

[ ص: 189 ] 7243 - قال أحمد: وقد رواه سفيان، ومسعر، عن المقدام ببعض معناه وقالا: صيبا نافعا ومعناهما واحد.

7244 - وأخبرنا أبو سعيد قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا من، لا أتهم قال: حدثني أبو حازم، عن ابن المسيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا سمع حس الرعد عرف ذلك في وجهه، فإذا أمطرت سري عنه، فسئل عن ذلك فقال: "إني لا أدري بما أرسلت بعذاب أم برحمة".

7245 - قال أحمد: هذا الذي رواه مرسلا عن المطلب، وعن ابن المسيب، قد روته عائشة، ورواه أنس بن مالك بمعناهما.

7246 - أخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا، وأبو سعيد قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا من لا أتهم قال: حدثنا العلاء بن راشد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ما هبت ريح قط إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه، وقال: "اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا" قال ابن عباس: في كتاب الله ( أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) و ( أرسلنا عليهم الريح العقيم ) وقال: "إنا أرسلنا الرياح لواقح"، "وأرسلنا الرياح مبشرات" [ ص: 190 ] وصوابه: ( وأرسلنا الرياح لواقح ) ، ( ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات ) .

7247 - وبهذا الإسناد قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا من، لا أتهم قال: أخبرني صفوان بن سليم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الريح وعوذوا بالله من شرها".

7248 - وبهذا الإسناد قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا الثقة، عن الزهري، عن ثابت بن قيس، عن أبي هريرة قال: أخذت الناس الريح بطريق مكة، وعمر حاج فاشتدت فقال عمر لمن حوله: ما بلغكم في الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئا فبلغني الذي سأل عنه عمر من أمر الريح، فاستحثثت راحلتي حتى أدركت عمر، وكنت في مؤخر الناس فقلت: يا أمير المؤمنين أخبرت أنك سألت عن الريح وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الريح من روح الله، تأتي بالرحمة وبالعذاب، فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، وعوذوا به من شرها".

7249 - قال أحمد: وهذا الحديث رواه يونس بن يزيد، والأوزاعي، ومعمر، عن الزهري.

7250 - أخبرنا أبو سعيد قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال : [ ص: 191 ] أخبرنا عمي محمد بن عباس قال: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم الفقر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعلك تسب الريح".

7251 - قال الشافعي: "ولا ينبغي لأحد أن يسب الريح فإنها خلق لله مطيع، وجند من أجناده يجعلها رحمة ونقمة إذا شاء".

7252 - وبإسناده قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا ابن عيينة قال: قلت لابن طاوس: ما كان أبوك يقول إذا سمع الرعد؟ قال: كان يقول: " سبحان من سبحت له قال: كأنه يذهب إلى قوله: ( ويسبح الرعد بحمده ) ".

[ ص: 192 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية