الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 340 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين [ ص: 525 ] القطان ، حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا عبد القاهر بن السري ، حدثني ابن لكنانة بن العباس بن مرداس السلمي ، عن أبيه ، عن جده عباس بن مرداس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة ، والرحمة فأكثر الدعاء " ، فأوحى الله إليه أني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا ، وأما ذنوبهم فيما بينهم وبيني قد غفرتها ، فقال : " يا رب ، إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته ، وتغفر لهذا الظالم " فلم يجبه ذلك العشية ، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه أني قد غفرت لهم ، قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بعض أصحابه : يا رسول الله ، تبسمت في ساعة لم تكن تتبسم فيها قال : " تبسمت من عدو الله إبليس أنه لما علم أن الله تعالى قد استجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل ، والثبور ، ويحثو التراب على رأسه .

قال البيهقي رحمه الله : " وهذا الحديث له شواهد كثيرة ، وقد ذكرناها في كتاب البعث ، فإن صح بشواهده ففيه الحجة ، وإن لم يصح فقد قال الله عز وجل : ( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) وظلم بعضهم بعضا دون الشرك " .

وفي الحديث الثابت ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل فأخبرني أن من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " . قال : قلت : يا رسول الله ، وإن زنى وإن سرق ؟ قال : " وإن زنى ، وإن سرق " .

التالي السابق


الخدمات العلمية