الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 365 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا حجاج بن محمد قال : قال ابن جريج : أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : أخبرتني أم مبشر ، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة : " لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها " . قالت : بلى يا رسول الله ، فانتهرها فقالت حفصة : ( وإن منكم إلا واردها ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فقد قال الله عز وجل : ( ثم ننجي الذين اتقوا ، ونذر الظالمين فيها جثيا ) .

رواه مسلم في الصحيح ، عن هارون بن عبد الله ، عن حجاج بن محمد .

قال البيهقي رحمه الله : " وهذا يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما نفى عن أصحاب [ ص: 574 ] الشجرة دخول النار دخول البقاء فيها ، أو دخولا يمسهم منها أذى لا أصل الدخول ألا تراه احتج بقوله : ( ثم ننجي الذين اتقوا ، ونذر الظالمين فيها جثيا ) .

وقد يكون المحفوظ في الحديث الأول رواية سفيان بن عيينة فيكون ذلك ولوجا من غير مس نار ، وإصابة أذى " كما روينا عن خالد بن معدان وهو من أكابر التابعين أنه قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا : يا رب ألم تعدنا أن نرد النار ؟ قال : بلى مررتم بها وهي خامدة " .

وروينا عن مقاتل بن سليمان أنه قال : " يجعل الله النار على المؤمنين يومئذ بردا وسلاما كما جعلها على إبراهيم عليه السلام " .

التالي السابق


الخدمات العلمية