الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال البيهقي رحمه الله : " ذكر الله عز وجل في كتابه ما يكون في الأرض من زلزالها وتبديلها وهو تغيير هيئتها ومدها ، وما يكون في الجبال وتسييرها ونسفها ، وما يكون [ ص: 552 ] في البحار وتفجيرها وتسجيرها ، وما يكون في السماء ، وتشقيقها وطيها ، وما يكون في الشمس من تكويرها ، وفي القمر من خسفه ، وما يكون في النجوم من انكدارها وانتثارها ، وما يكون من شغل الوالدة عن ولدها ووضع الحوامل ما في بطونها .

واختلف أهل العلم في وقت هذا الكوائن فذهب بعض أهل التفسير إلى أن ذلك يكون بعد النفخة الأولى ، وقبل الثانية وروي ذلك الحديث الذي ذكرنا إسناده ، عن محمد بن كعب ، عن رجل من الأنصار ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصور .

وذهب أكثر أهل العلم إلى أن ذلك إنما يكون بعد النفخة الثانية .

وخروج الناس من قبورهم ووقوفهم يوم القيامة قبلها ينظرون ليكون ذلك أرعب لعرضهم ، وأشد لحالهم وعلى هذا يدل سياق أكثر الآيات التي وردت في هذه الكوائن ، وكذلك روي عن ابن عباس في الحديث الذي ذكرنا إسناده في صفة القيامة وقد ذكرنا أحد الحديثين في كتاب " البعث والنشور " آخره وعلى مثل ذلك يدل أكثر الأحاديث فمنها حديث أبي سعيد الخدري وغيره في بعث النار " .

التالي السابق


الخدمات العلمية