السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأنا شاب ملتزم أعمل في مستوصف صحي، ويعمل معي في المستوصف أمرأة كبيرة في السن، هذه المرأة ظاهرها الالتزام والتدين، فهي تتكلم في الدين كثيراً، ولكنها أمرأة مغتابة إلى أبعد الحدود، وتهتم دائماً بالقيل والقال، ومهمومة لأتفه الأسباب، وتعتبر نفسها مظلومة، وقلبها مليء بالغل والحقد على الناس، ولا تسامح أحداً على أي غلطة صغيرة وتدعو عليه، والجميع يقدر حالتها النفسية بسبب ظروفها الاجتماعية السيئة، فزوجها كبير في السن، وهي المسئولة عن البيت، وقد صارت فقيرة بعد أن كانت من الأغنياء.
وبالنسبة لي فأنا دائماً أسايرها وأعاملها بطيبة، وأحاول دائماً أن أتجنب الكلمات التي تزعجها، ومن كثرة مسايرتي لها فهي تثق بي كثيراً، وتشرح لي مشاكلها، وعندما يضايقها أحد في المستوصف تأتي وتقول لي: إن فلاناً ظلمها، وتتكلم عليه بسوء، وتكون المشاكل بسيطة ولا تحتاج إلى هذا التضخيم، فتأتي وتغتابه عندي، وتحتج بقوله تعالى: (( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ))[النساء:148]، وأنا أكره سماع الغيبة، ولكني لا أستطيع أن أنكر عليها ذلك؛ خوفاً على مشاعرها، وخوفاً من أن تنقلب ضدي، وظللت سنة ونصف أسايرها ولم تحدث بيننا أي مشاكل، بعكس زملائي في العمل.
ومرة جاءت تقول لي: إن شخصاً ظلمها، وأنا أعرف أنه من أهل الصلاح، فقررت للمرة الأولى أن أمنعها من غيبة هذا الشخص، فتحججت بالآية السابقة، فبينت لها بكل لباقة أنه لا تجوز الغيبة، وأن معنى الآية ليست كما تظن، وإنما معناها أن تعاتب الشخص الذي ظلمها، وتتبين منه أسباب ظلمه، وتأخذ حقها منه، لا أن تتكلم عليه من ورائه، فما كان منها إلا أن أخذت تدعو علي وتقولي لي: إنها لن تسامح أحداً يوم القيامة، وأنا أول الناس! فأرجو منكم أن تفيدوني بالآتي :
1- هل تصرفي معها كان صحيحاً؟
2- هل تفسيري للآية الكريمة صحيحاً؟
3- كيف أتعامل مع هذه المرأة؟
وجزاكم الله خيراً.