[ 7651 / 1 ] وعن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبي سعيد الخدري "إن ألا وإنه قد أكل الطعام، ألا إني عاهد إليكم فيه عهدا لم يعهده نبي إلى أمته، ألا وإن عينه اليمنى ممسوحة كأنها نخاعة في جانب حائط، ألا وإن عينه اليسرى كأنها كوكب دري، معه مثل الجنة والنار، فالنار روضة خضراء، والجنة غبراء ذات دخان، وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى، كلما دخلا قرية أنذرا أهلها، فإذا خرجا منها دخل أول أصحاب الدجال، فيدخل القرى كلها غير مكة والمدينة حرمتا عليه، والمؤمنون متفرقون في الأرض، فيجمعهم الله، فيقول رجل منهم: والله لأنطلقن فلأنظرن هذا الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيقول له أصحابه: إنا لا ندعك تأتيه ولو علمنا أنه لا يفتنك لخلينا [ ص: 133 ] سبيلك، ولكنا نخاف أن يفتنك فتتبعه. فيأبى إلا أن يأتيه، فينطلق حتى إذا أتى أدنى مسلحة من مسالحه، أخذوه فسألوه: ما شأنه وأين يريد؟ فيقول: أريد الدجال الكذاب. فيقولون: أنت تقول ذلك؟ فيكتبون إليه أنا أخذنا رجلا يقول كذا وكذا. فنقتله أم نبعث به إليك؟ فيقول: أرسلوا به إلي. فانطلقوا به إليه، فلما رآه عرفه بنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: أنت الدجال الكذاب الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له الدجال: أنت الذي تقول ذلك؛ لتطيعني فيما آمرك به أو لأشقنك شقين. فينادي العبد المؤمن في الناس: يا أيها الناس، هذا المسيح الكذاب. فأمر به فمد برجليه، ثم أمر بحديدة فوضعت على عجب ذنبه فشقه شقين، ثم قال الدجال لأوليائه: أرأيتم إن أحييت هذا ألستم تعلمون أني ربكم؟ فيقولون: نعم. فيأخذ عصا فيضرب إحدى شقيه أو الصعيد، فاستوى قائما، فلما رأى ذلك أولياؤه صدقوه وأحبوه وأيقنوا به أنه ربهم واتبعوه، فيقول الدجال للعبد المؤمن: ألا تؤمن بي؟ فقال: أنا الآن فيك أشد بصيرة. ثم نادى في الناس: يا أيها الناس، هذا المسيح الكذاب من أطاعه فهو في النار، ومن عصاه فهو في الجنة. فقال الدجال: لتطيعني أو لأذبحنك، فقال: والله لا أطيعك أبدا، إنك لأنت الكذاب. فأمر به فاضطجع وأمر بذبحه فلا يقدر عليه، لا يسلط عليه إلا مرة واحدة، فأخذ بيديه ورجليه فألقي في النار وهي غبراء ذات دخان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك الرجل أقرب أمتي مني، وأرفعهم درجة يوم القيامة. قال أبو سعيد: كان يحسب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ذلك الرجل عمر بن الخطاب حتى مضى لسبيله رضي الله عنه قلت: فكيف يهلك؟ قال: الله أعلم. قلت: إن عيسى ابن مريم هو يهلكه، قال: الله أعلم غير أن الله يهلكه ومن معه. قلت: فماذا يكون بعده؟ قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الناس يغرسون من بعده الغروس، ويتخذون من بعده الأموال. قلت: سبحان الله، أبعد الدجال؟! قال: نعم. فيمكثون ما شاء الله أن يمكثوا ثم تفتح يأجوج ومأجوج فيهلكون من في الأرض إلا من تعلق بحصن، فلما فرغوا من أهل الأرض أقبل بعضهم على بعض، فقالوا: إنما بقي من في الحصون ومن في السماء، فيرمون سهامهم فخرت عليهم منغمرة دما، فقالوا: قد استرحتم ممن في السماء وبقي من في الحصون، فحاصروهم حتى اشتد عليهم الحصر والبلاء، فبينما هم كذلك إذ أرسل الله عليهم نغفا في أعناقهم فقصمت أعناقهم، فمال بعضهم على بعض موتى، فقال رجل: قتلهم الله ورب الكعبة. قالوا: إنما يفعلون هذا مخادعة فنخرج إليهم فيهلكونا كما أهلكوا إخواننا. فقال: افتحوا لي الباب. فقال أصحابه: لا نفتح. فقال: دلوني بحبل. فلما نزل [ ص: 134 ] وجدهم موتى، فخرج الناس من حصونهم. فحدثني أبو سعيد: أن مواشيهم جعل الله لهم حياة يقضمونها ما يجدون غيرها، قال: وحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الناس يغرسون بعدهم الغروس ويتخذون الأموال. قلت: سبحان الله أبعد يأجوج ومأجوج؟! قال: نعم، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فبينما هم في تجارتهم إذ نادى مناد من السماء: أتى أمر الله ففزع من في الأرض حين سمعوا الدعوة وأقبل بعضهم على بعض، وفزعوا فزعا شديدا، ثم أقبلوا بعد ذلك على تجارتهم وأسواقهم وضياعهم، فبينما هم كذلك إذ نودوا نادية أخرى: يا أيها الناس، أتى أمر الله. فانطلقوا نحو الدعوة التي سمعوا، وجعل الرجل يفر من غنمه وبيعه، وذهلوا في مواشيهم، وعند ذلك عطلت العشار، فبينما هم كذلك يسعون قبل الدعوة إذ لقوا الله في ظلل من الغمام ( كل نبي قد أنذر قومه الدجال، ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) فمكثوا ما شاء الله ( ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) ثم جيء بجهنم لها زفير وشهيق، ثم جاء آت عنق من النار يسير يكلم يقول: إني وكلت اليوم بثلاث: إني وكلت بكل جبار عنيد، ومن دعا مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير نفس، فتطوى عليهم فتقذفهم في غمرات جهنم. وحدثني: أنها أشد سوادا من الليل، ثم ينادي آدم فيقول: لبيك وسعديك. فيقال: أخرج بعث النار من ولدك، قال: يا رب، وما هو؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة، فذلك حين شاب الولدان. وكبر ذلك في صدورنا حتى عرفه في وجوهنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا فإن من سواكم أهل الشرك كثير، ويحبس الناس حتى يبلغ العرق يديهم، فبينما هم كذلك إذ عرف رجل أباه وهو مؤمن وأبوه كافر، فقال: يا أبة ألم أكن آمرك أن تقدم ليومك هذا؟ فقال: يا بني اليوم لا أعصيك شيئا، والأمم جثوا، كل أمة على ناحيتها، فأتى اليهود، فقيل لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد كذا وكذا. فقيل له وقيل لهم: ردوا. فوردوا يحسبونه ماء، فوجدوا الله فوفاهم حسابه، والله سريع الحساب، ثم فعل بالنصارى والمجوس وسائر الأمم ثم أتى المسلمون فقيل لهم: من ربكم؟ فقالوا: الله ربنا. قيل: ومن نبيكم؟ قالوا: نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى الصراط محاجن من حديد، والملائكة يختطفون رجالا فيلقونهم في جهنم، وجعلت المحاجن تمسك رجالا تأكلهم النار إلا صورة وجهه لا تمسه النار، فإذا خلص من جهنم ما شاء الله أن يخلص وخلص ذلك الرجل، بأبيه فيمن خلص قيل له: هذه الجنة فادخل من أي أبوابها شئت، وأرسل هذا الرجل. فقال: رب هذا أبي ووصيت لي أن لا تخزيني فشفعني في أبي. فقيل: انظر فوقك انظر أسفل [ ص: 135 ] منك. فإذا هو بدابة خبيثة الريح يشبه اللون، في مراغة خبيثة، فرأيته ممسكا بأنفه وجبهته، قال: يقول ذلك الرجل وهو آخذ بأنفه وجبهته من خبث ريحه، أي رب ليس هذا أبي، فأخذ أبوه فألقي في النار، وحرم الله الجنة على الكافرين، فلما خلص من شاء الله أن يخلص، تفقد الناس بعضهم بعضا، فقالوا: ربنا إن رجالا كانوا يصلون ويصومون ويجاهدون معنا أين هم؟ فقيل لهم: ادخلوا فمن عرفتم فأخرجوه، فوجدوا المحاجن التي على الصراط قد أمسكت رجالا قد أكلتهم النار إلا صورة أحدهم يعرف بها، فالتبسوا فألقوا على الجنة قالوا: ربنا نحن الآن في مسألتنا أشد رغبة، أرأيت رجالا كانوا يصلون ويصومون ويجاهدون معنا أين هم؟ قيل لهم: ادخلوا فمن عرفتم فأخرجوه ونضجت حتى بردت على المؤمنين، فدخلوا ووجدوا الذين تخطفهم الملائكة يمينا وشمالا قد أكلتهم النار إلا صورة أحدهم يعرف بها، فألبسوهم فأخرجوهم فألقوهم على باب الجنة.
قال: وحدثني أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا كل نبي قد أعطي عطية وتنجزها، وإني اختبأت عطيتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، ووضعت الموازين وأذن في الشفاعة، فأعطي كل ملك أو نبي أو صديق أو شهيد شفاعته حتى يرضى، فقال لهم ربهم: أقد رضيتم؟ قالوا: نعم قد رضينا ربنا. قال: أنا أرحم بخلقي منكم، أخرجوا من النار من في قلبه وزن خردل من إيمان، فأخرج من ذلك شيء لا يعلم بعدده إلا الله، فألقوا على باب الجنة فأرسل عليهم من ماء الجنة، فينبتوا فيها نبات الثعارير وأدخل الذين أخرجوا من النار الجنة كلهم إلا رجل واحد، وأغلق باب الجنة دونه ووجه تلقاء النار، فقال ذلك الرجل: يا رب لا أكون أشقى خلقك، بل اصرف وجهي عن النار إلى الجنة. فقيل له: لعلك تسأل غير هذا؟ فقال: لا. فصرف وجهه عن النار إلى الجنة، فيقول: أي رب قربني من هذا الباب ألزق به وأكون في ظله. فقيل له: ألم تزعم أنك لا تسأل شيئا إلا يصرف وجهك عن النار؟ قال: يا رب لا أسألك غير هذا. فقرب إلى الباب فلزق به، فكان في ظله ففرج من الباب فرجة إلى الجنة. فحدثني أن فيها: شراط أبيض في أدناه شجرة وفي أوسطه شجرة وفي أقصاه شجرة، فقال: يا رب أدنني من هذه الشجرة فأكون في ظلها. فقيل له: ألم تزعم أنك لست تسأل شيئا؟ قال: يا رب أسألك هذا ثم لا أسألك غيره. قال: ففتح له الباب فدخل، فلما أتى الشجرة فإذا الوسطى أحسن من التي هو تحتها، فقال: قربني إلى تلك الشجرة. فكانت تلك مسألته حتى صار إلى الوسطى، وإلى القصوى، فلما أتى القصيا، أرسل الله رسولين فقالا له: سل ربك. فقال: فما أسأله سوى ما أنا فيه. فقالا: نعم سل ربك. [ ص: 136 ]
فسأله وجعل الرسولان يقولان له: سل ربك من كذا وكذا، وسل ربك كذا وكذا، لشيء لم يخطر على قلبه أنه خلق، أو أنه كان فسأل ربه مما يعلم ومما يأمران الرسولان حتى انتهت نفسه، فقيل له: فإنه لك وعشرة أمثاله. قال: وحدثني أبو سعيد أن ذلك الرجل هو أدنى أهل الجنة منزلا ".
رواه . أحمد بن منيع
[ 7651 / 2 ] ولفظه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: وعبد بن حميد فما دريت ما النحاس إلا يومئذ، فكنا نرى ذلك الرجل أبو سعيد: حتى مات عمر بن الخطاب، قال - ويغرس الناس بعد ذلك ويزرعون " عمر بن الخطاب (ألم يكن نبي إلا وقد أنذر بالدجال أمته وإني أنذرتكموه: إنه أعور ذو حدقة جاحظة ولا تخفى، كأنها نخاعة في جنب جدار، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، ومعه مثل الجنة ومثل النار، وجنته غبراء ذات دخان، وناره روضة خضراء، وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى، كلما خرجا من قرية دخل أوائلهم، ويسلط على رجل لا يسلط على غيره، يذبحه، ثم يضربه بعصا، ثم يقول: قم. فيقوم، فيقول لأصحابه: كيف ترون ألست بربكم؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول المذبوح: أيها الناس، إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما زادني هذا فيك إلا بصيرة فيعود فيذبحه فيضربه بعصا معه فيقول: قم فيقوم، فيقول: كيف ترون ألست بربكم؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول الرجل: أيها الناس إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما زادني هذا فيك إلا بصيرة، فيعود فيذبحه الثالثة فيضربه بعصا معه فيقول: قم. فيقوم، فيقول لأصحابه: كيف ترون؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول المذبوح: يا أيها الناس، إن هذا المسيح الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما زادني هذا فيك إلا بصيرة، فيعود الرابعة فيذبحه فيضرب الله على حلقه صفيحة من نحاس فيريد أن يذبحه فلا يستطيع - قال ورواه أبو يعلى الموصلي ومدار طرق حديث والحاكم، هذا على أبي سعيد الخدري وهو ضعيف، ورواه عطية [ ص: 137 ] العوفي، مختصرا جدا بسند فيه أحمد بن حنبل وهو ضعيف. مجالد بن سعيد