الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7929 ] وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة فرق الله بين أهل الجنة وأهل النار، وإذا كان يوم اثنين وخميس وضعت منابر من نور حول العرش، ومنابر من زبرجد وياقوت، فتقول الملائكة الموكل بها: يا رب لمن وضعت هذه المنابر؟ فيلقى على أفواههم: للغرباء، فيقولون: يا رب ومن الغرباء؟ فيلقى على أفواههم: هم قوم تحابوا في الله - عز وجل - من غير أن يرونه، فبينا هم كذلك إذ أقبل كل رجل منهم أعلم بمجلسه من أحدكم بمجلسه في (قبته ) عند زوجته في دار الدنيا، ودنوهم من الرب - عز وجل - على قدر درجاتهم في الجنة، فإذا تتام القوم، فيقول الرب - عز وجل - : عبيدي، وخلقي، وخيرتي وزواري، والمتحابين في جلالي من غير أن يروني، أطعموهم، فيؤتون بلحم طير فيها كل شهوة ولذة وريح طيبة، ثم يقول الرب - تبارك وتعالى - : عبيدي، وخلقي، وخيرتي، وزواري، والمتحابين في جلالي من غير أن يروني، أطعموهم فكهوهم، ثم يؤتون بفاكهة فيها من كل شهوة ولذة وريح طيبة، ثم يقول الرب - تبارك وتعالى - : عبيدي، وخلقي، وخيرتي، وزواري، والمتحابين في جلالي من غير أن يروني، أطعمتموهم وفكهتموهم فاسقوهم، فيأتون بآنية لا يدرى الإناء أشد بياضا أو ما فيه يرى فيه من عن يمينه، ومن عن شماله، ومن أمامه، ومن خلف ظهره، ومد بصره. ثم يقول الرب - تبارك وتعالى - : عبيدي، وخلقي، وخيرتي وزواري، والمتحابين في جلالي من غير أن يروني أطعمتموهم، وفكهتموهم، وسقيتموهم، اكسوهم، فيأتون بشجرة تخد الأرض كثدي الأبكار من النساء، في كل ثمرة سبعون حلة لا تشبه الحلة أختها، إلا أن كل أخوين يلبسان ليعرفان. يقول الرب - تبارك وتعالى - : عبيدي، وخلقي، وخيرتي، وزواري، والمتحابين في جلالي من غير أن يروني أطعمتموهم، وفكهتموهم، وسقيتموهم وكسوتموهم، طيبوهم. فتهب ريح فتملأ كل ريح منهم مسكا أذفر لا بشر شم مثله، ثم يقول الرب - تبارك وتعالى - : عبيدي، وخلقي، وخيرتي، وزواري، والمتحابين في جلالي من غير أن يروني أطعمتموهم وفكهتموهم، وسقيتموهم، وكسوتموهم، وطيبتموهم، اكشفوا لهم الغطاء. قال: وبين الله - عز وجل - وبين أدنى خلقه منه سبعون ألف حجاب من نور لا يستطيع أدنى خلقه منه من ملك مقرب أن يرفع رأسه إلى أدنى حجاب منها، فترفع تلك الحجب، فيقع القوم سجدا لما يرون من عظم الله - عز وجل - فيقول الرب: ارفعوا رؤوسكم فلستم في دار عمل وبلاء، بل أنتم في دار نعمة ومقام، عبيدي لكم مثل الذي أنتم فيه ومثله معه، هل رضيتم عبيدي؟ فيقولون: [ ص: 264 ]

                                                                                                                                                                    ربنا رضينا إذ رضيت عنا، فيرجع القوم إلى منازلهم وقد ضعفوا فيه من الجمال والأزواج والطعم والشرب، وكل شيء من أمرهم على ذلك من النحو، فبينا هم كذلك إذا شيء إلى جانبه قد أضاء على صماخيه له من الجمال فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا الذي قال الله - عز وجل - : ( ولدينا مزيد ) فبينا هم كذلك إذ أقبل إلى كل عبد منهم سبعون ألف ملك، مع كل ملك إناء لا يشبه صاحبه، وعلى إنائه شيء لا يشبه صاحبه (يبتدرون ) أيهم يؤخذ منه، يقولون: هذا أرسل به إليك ربك وهو يقرأ عليك السلام. قال: وليس من عبدين تواخيا في الدنيا إلا ومنزلهما متواجهين، ينظر العبد إلى أقصى منزل أخيه غير أنهم إذا أرادوا شيئا من شهوات النساء أرخيت بينهم الحجب ".


                                                                                                                                                                    رواه ابن المقرئ الراوي عن أبي يعلى الموصلي، من زياداته عن غير أبي يعلى، بسند ضعيف؛ لضعف عمرو بن خالد الواسطي وغيره، وقد تقدم جملة أحاديث من هذا النوع في كتاب الأدب في باب المتحابين.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية