فأبلغهم الفهري ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : سمعا وطاعة لله ولرسول الله والله ما نعلم له قاتلا ، ولكنا نؤدي إليه ديته ، قال : فأعطوه مائة من الإبل ، ثم انصرفا راجعين نحو المدينة ، وبينهما وبين المدينة قريب ، فأتى الشيطان مقيس بن صبابة فوسوس إليه فقال : أي شيء صنعت ؟ تقبل دية أخيك فيكون عليك سبة ، اقتل الذي معك فيكون نفس مكان نفس ، وفضل بالدية قال : فرمى إلى الفهري بصخرة ، فشدخ رأسه ثم ركب بعيرا منها ، وساق بقيتها راجعا إلى مكة كافرا فجعل يقول في شعره :
قتلت به فهرا وحملت عقله سراة بني النجار أرباب قارع وأدركت ثأري واضطجعت موسدا
وكنت إلى الأوثان أول راجع
قال رحمه الله : " وجواب آخر ، وهو ما روينا عن البيهقي أبي مجلز لاحق بن حميد ، وهو من كبار التابعين أنه قال في ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ) قال : هي جزاؤه فإن شاء الله أن يتجاوز عن جزائه فعل . قوله : (